المحرر ـ متابعة
في ظلّ استمرار الاحتقان الاجتماعي في اقليم الحسيمة، واعتراف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بوصول الحوار إلى الباب المسدود رغم تفاعل الحكومة مع مطالب سكان المنطقة، يواصل إلياس العماري رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، خرجاته المثيرة في حراك الريف، حيث اعترف بوجود من وصفهم بتجار الحروب يحاولون بمختلف الوسائل إشعال الأزمات وتأجيج الكراهية، حسب تعبيره، محذرا من تسللهم إلى قضية الريف واستغلالها.
واعترف الأمين العام لحزب”البام” بقوله”أنا عشت عن قرب تجارب من هذا النوع في المغرب وخارجه، كما سمعت من بعض الأصدقاء الذين كانوا وسطاء في منظمات دولية في بعض النزاعات عن مثل هذا النوع من التجارة غير الأخلاقية الخطيرة”.
وكتب إلياس العماري تدوينة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي”فايس بوك”،”كثيرا ما نقرأ عند اندلاع حروب أو أزمات حادة عن ظهور صنف من البشر يوصفون بتجار الحروب أو تجار الأزمات، وهم صنف من البشر يتقنون فن صب الزيت على النار، ويتفننون في إشعال الأزمات واستدامة النزاعات، حتى وإن كانت الأطراف المتنازعة والمتناحرة قد تعبت من الصراع، ومستعدة للتصالح والاتفاق على وضع حد للحرب”،مضيفا”فتراهم يتدخلون بمختلف الوسائل لإفشال الاتفاقات وتأجيج الكراهية والنزاع. ومثل هذه “المهن” القديمة تكون مطلوبة سواء في حالة الحروب بين الدول أو في حالة النزاعات داخل الدولة الواحدة، وما ينطبق على الحروب والنزاعات المسلحة التي تزدهر فيها تجارة السلاح والغذاء والدواء، ينطبق أيضا على الاحتجاجات السلمية وغير السلمية”.
وتابع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة توضيحه “لا أملك معطيات عن وجود مثل هذه التجارة في بلادنا، ولكن أخشى أن يكون بيننا أناس يستفيدون من استمرارية الاحتقان، ويدفعون في اتجاه التأجيج والتأزيم، من أجل تحقيق أغراض أو مصالح مادية أو اقتصادية أو سياسيةوقطع الطريق على الدعوات إلى التهدئة وعرقلة سعي المؤسسات والمجموعات والشخصيات الوازنة إلى إيجاد الحلول”.
وأكد المتحدث نفسه، أن تجارب الشعوب حول العالم،كشفت احتراف مثل هذه التجارة حتى الأطراف السياسية والإدارية والإعلامية، لأن هذه الأطراف المندسة التي انكشفت في كثير من البلدان، تزاول تجارة الحروب والأزمات قصد الاستفادة من غياب الديموقراطية، فيقومون بتخويف الأنظمة والشعوب عبر نشر الأكاذيب، عند البعض باسم الحفاظ على الأمن العام والخاص، وعند البعض الآخر من أجل الاستمرار في الصمود والمقاومة إلى حين انتزاع المكاسب”، مذكرا أن “التجارب قد أبانت أن الذين يؤدون فاتورة هذه التجارة القذرة هم بسطاء وضعفاء الشعب، سواء بسقوط الأبرياء من المدنيين المسالمين، أو بتأجيل الديموقراطية الذي ينتج عنه تأجيل تحقيق المكاسب والحقوق، أما المستفيدون الرئيسيون فليسوا إلا التجار أنفسهم وزبناؤهم.
وختم العماري حديثه،”لم أثر هذا الموضوع بهدف اتهام أحدهم، و لكن لأحذر من خطورة تسلل هؤلاء “التجار” إلينا، خصوصا بين صفوف الإداريين والسياسيين والمناضلين والإعلاميين، حيث يمكن أن يكونوا بيننا في هذا الوسط أو ذاك، ووسط الاحتجاجات التي تظهر هنا وهناك في بلادنا ككل، مشيرا إلى أن توضيحه “ليس إقرارا بانتشار هذه الظاهرة، وإنما على سبيل التنبيه والتحذير”.