حراك الريف يلزم الدولة بتسجيل اعدائها الحقيقيين

المحرر الرباط

 

بينما تحصي المديرية العامة للامن الوطني اليوم خسائرها المادية و ضحاياها من العناصر التي تعرضت للاعتداء في احتجاجات يوم امس، خرجت بعض الجهات من جحورها محاولة الركوب على الحراك في الريف، كل حسب منظوره الخاص، من خلال تعليقات فايسبوكية، و خرجات اعلامية غير مسبوقة، توحي بان هذه الجهات قد قرات بشكل خاطئ مصير الاحتجاجات، أو انها تعتقد أن المغرب سيتنازل عن المنطقة و ستكون لهم الفرصة كي يحتلوا مناصب مهمة هناك.

 

اشباه السياسيين الذين عاثوا في الارض فسادا منذ زلزال الحسيمة يدعون المنتخبين الى الاستقالة، و اعلاميون يقتاتون من فضلات الدولة و مؤسساتها يروجون للفتنة، مهربون للمخدرات يدلون بدلوهم في السياسة، و حقوقيون لا محل لهم من الاعراب، أصبحوا ينظرون في القمع و التدخلات الامنية، بينما يبقى رجال الامن تحت حجارة المحتجين دون أن يدافع عنهم احد، و كأنهم ينتمون للامن الاسباني و ليسوا بمغاربة.

 

من من الجهات المتداخلة في حراك الريف، تحدث عما اصاب رجال الامن اللهم بعض المنابر الاعلامية التي نقلت الخبر بحياد، و كأن هؤلاء ليسوا بمواطنين مغاربة يتمتعون بحقوق و عليهم واجبات، بل و حتى المناظرة المهزلة التي نظمها الياس العماري بشراكة مع اكثر من جهة، صورت رجل الامن الة للقمع، و لم تتحدث عن دوره في المجتمع، و لم تتطرق الى أنه يقوم بواجباته تاركا وراءه اسرة بدون رب بيت، حتى اضحى البوليسي في الحسيمة شخصا غير مرغوب فيه علما انه المصدر الاول و الاخير للامن و الاستقرار بعد جلالة الملك.

 

الدولة اليوم، و اكثر من اي وقت مضى، أصبحت مرغمة على مراجعة أوراقها في تعاملها مع بعض وجوه الشؤم، التي لها نصيبها مما يقع اليوم في الريف، لانها لم تقم في يوم من الايام بدورها كما يجب، و لو انها كانت في دولة متقدمة و على قدر كافي من الوعي، لوضعها المواطن في حاوية الزبالة عوض مهاجمته لرجال الامن الذين لم يدبروا في يوم من الايام المال العام، و ليس الحق حتى في الخوض في امور السياسة.

 

هؤلاء الذين اغتنوا بمال الدولة، و اخرون استعملوا المخدرات كوسيلة للثراء، هم من يقفون اليوم ضد القانون، و يدعون اصطفافهم الى جانب الشعب، ظنا منهم ان الامور قد حسمت لصالح سعيد شعو و من معه، و حتى لا تسقط الدولة في أخطائها على مستوى الصحراء، وجب عليها تسجيل اعدائها و تغيير تعاملها معهم، على الاقل حتى لا يتم محاربتها بمالها، و في الاخير، فمن يظن ان الامور قد حسمت فهو واهم، هذه دولة تحتفل بعيد ميلادها لقرون، و لن يؤثر عليها مهرب من طينة شعو، و سياسي بمستوى حقير.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد