المحرر الرباط
أسدل الستار على القمة العربية التي احتضنتها موريتانيا، و وضعت لها خيمت مستوردة من الجزائر لغياب قاعات من شأنها أن تحتوي المشاركين في مظاهرة من هذا الحجم، و بانتهاء القمة و مغادرة الوفود المشاركة فيها، فضت الجارة الجنوبية للمملكة خيمتها، طوت سلسلة من الفضائح التي كانت مجرد شجرة ظلت منذ زمن بعيد تخفي الفساد الذي ينخر الدولة بشكل يضاعف فساد باقي الدول العربية.
غياب بنية تحتية، و شوارع مهترئة، بالاضافة الى ظروف العيش المتدهورة، التي لم تستطع موريتانيا حتى محاربة الباعوض فيها، أشياء أماطت اللثام عن الكوارث التي يعيشها الموريتانيون، في دولة لا يتوفر قصرها الرئاسي حتى على ربط بالصرف الصحي، تماما كواقع الحال بمخيمات تيندوف، حيث تبتعد المرأة لقضاء حاجتها في الخلاء، فيتبعها الاطفال كي يسرقوا النظر مستهزئين.
قمة عربية، لم تدم طويلا، لاكنها كشفت عن معاناة شعب غالبيته من البدو الرحل، ملتزمون بدينهم و لا تربطهم بالسياسة سوى الخير و الاحسان، استغل النظام عفويته و طيبوبته، فعات في ارضه فسادا، حتى تحولت موريتانيا الى نكتة أمام باقي الدول العربية، التي لم يغمض جفن لقادتها الا عقب انتقالهم الى مدينة الداخلة، و الادهى من كل هذا هو أن لهذه الدولة مداخيل من شأنها ان تحقق طفرة تنموية هائلة، لولا فساد رئيس وصل الى حكم بانقلاب عسكري على رئيس اخر، ربما قد يكون اكثر منه فسادا.
اليوم و بعدما تأكد القادة العرب من ان التقدم المشترك لا يمكن أن يتحقق، و زميلتهم موريتانيا تعيش ما تعيشه من اوضاع مزرية، فلا باس أن تبادر دول الخليج الى اعادة اعمار هذه الدولة، و تقويمها لترقى الى مستوى “عضو”في المجلس العربي، الذي لا يتوفر اساسا على أي مستوى بالمقارنة مع التحالفات التي تشكلها الدول التي لا يضع مواطنوها اصفارا فوق رؤوسهم، و حتى تستطيع موريتانيا اعادة بناء خيمتها، لابد من المجلس اعادة النظر في طريقة يجمع من خلالها هبات لولد عبد العزيز، على الاقل من اجل توفير الشاي لقادة البوليساريو عند استضافتهم.