المحرر
لا شك أن من بين الايجابيات التي سيكسبها المغرب من الانسجام في العلاقات المغربية السعودية، الدعم الذي ستقدمه بلاد الحرمين في اطار القضية الوطنيو الاولى، و الذي لا شك أنه سيكون بشكل مباشر و بعيدا عن اللعب على الحبلين الذي ظلت أمريكا تنهجه منذ زمن، خصوصا بعد الهجمة الشرسة التي شنتها وسائل الاعلام الجزائرية على المملكة السعودية، بسبب المغرب.
و في هذا الاطار، فان التوجه نحو المملكة السعودية و الخليج بشكل عام، يعكس الاستراتيجية الجديدة للمملكة المغربية، التي تهدف الى الانفتاح على المشرق، و خلق علاقات جيوستراتيجية مع دوله، على أمل تطوير العلاقات التي ستنتهي لا شك بتقوية الوحدة العربية، و ترصيص صفوف العرب بعدما استفادت القوى العظمى من تفرقتهم لأتفه الاسباب، مستغلة في ذلك سذاجة بعض الأنظمة كالنظام الجزائري، من أجل خلق الهوة بين الدول التي من شأنها أن تشكل خطرا عليها.
السعودية و دول الخليج، و بعد القمة التي حضرها الملك محمد السادس، من شأنها أن تقدم الدعم المادي و المعنوي للمملكة المغربية، خصوصا في اطار دفاعه عن وحدته الترابية، ما سيمكن المغرب من دعم عدد من الدول الاروبية التي تربطها علاقات قوية بالسعودية، و على رأسها بريطانيا، هذه الدولة التي توجهت اليها البوليساريو منذ زمن، ستتكلف السعودية بدعم الموقف المغربي لديها، خصوصا و أنها تعتبر من بين الدول التي تشكل دعامة أساسية بالاقتصاد البريطاني، من خلال الاستثمارات و المبادلات التجارية.
هجوم الجزائر على المملكة السعودية من خلال اعلامها، يعكس للرأي العام، مدى تضرر نظام بوتفليقة من الانسجام المغربي السعودي، و هو ما سيدفعه للانفتاح على الطرف الاخر المتمثل في ايران و بعض الدول ذات الطابع الشيعي، ما سيوسع من الهوة بين الجزائر و عدد من الدول التي تشكل قوى عظمى في الخليج، علما أن هذه الهوة قد خلقت في سابق، بعدما رفضت الجزائر الموافقة على تصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية.