المحرر – مراسلة
الاسلام هو دين الرحمة و قد وصف الله تعالى حبيبه المصطفى – صلى الله عليه و سلم – بأنه رحمة للعالمين لقوله عز و جل : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) . الأنبياء:107. و أكد الشرع على حق الضعيف في الرحمة به , و جعل المرأة أحد الضعيفين , فقال النبي صلى الله عليه و سلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ) : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ ) و المرأة أحق بالرحمة من غيرها لضعف بنيتها و احتياجها في كثير من الأحيان إلى من يقوم بشأنها و يحميها لذلك شبه الرسول صلى الله عليه و سلم المرأة بوصف أجمل في كلمة تعد من جوامع الكلم و التشبيهات , و لو أردنا تصوير المرأة بما تحمل من رقة الأنوثة و جمال الإنسانية و عذوبة الروح و تألق النفس بكلمة واحدة لما وجدنا خيرا من هذه الكلمة النبوية المعجزة : “رفقا بالقوارير ” , وكان يقصد الصحابيات اللاتي يركبن الجمال . وكان يقود قافلة الإبل رجل جميل الصوت يدعى أنجشة، كانت الجمال تهتز طرباً لسماع صوته فخاف النبي على النساء وقال للرجل( يا أنجشة رفقاً بالقوارير ) .
فحين تستحيل المودة و الرحمة إلى جفاء و تجني على السلامة الجسدية , لن ترى تحت أتفه الأسباب و المزاعم , أن ينقلب الإيناس إلى إيحاش و الوصل إلى قطيعة ليتجرد قلمنا بفضح خرق إنساني و اجتماعي , ما دامت الآدمية عند بعضهم تتجرد من إنسانيتها , و تتفنن في تهديد السلامة الجسدية و الإمعان في إذلالها إستشرافا لإزهاق هاته الروح البشرية .
هي حالة إنسانية للمواطنة (صليحة.ش) أم لطفلين بعد استقبالها في مصلحة العناية المركزة ترقد الآن ممدة بسريرها بالمستشفى الإقليمي بمدينة آسفي , بقسم النساء بالطابق الثاني تشكوا جسديا مجموعة من تقرحات و أكياس مائية و تعفنات بمجموع جسدها بدأت تتعافى منها مخلفة ندوبا و آثارا جلدية بمعية أثار حروق بليغة , الضحية التي تقدم والدها (أحمد.ش) بشكاية ضد زوجها المسمى (عبد النبي.ش) متهما إياه باستعمال العنف في حق ابنته التي تكون زوجة المشتكى به التي تشهد ضده في تصريح لها بتنكيله بها و ضربها و تعذيبها و إبقائها رهن الاحتجاز و الحبس باسطبل للبهائم مكبلة اليدين و الرجلين زيادة على الإمعان في أذيتها بكيها بسكين محمى على النار في عملية متواترة لأيام معدودات , لتكون هاته التعفنات و الرضوض و التقرحات من مخلفات هاته الممارسات المهينة و الحاطة من الكرامة الانسانية و التي تخرج بالانسان عن أدميته و الذي لم يتحرج من مراقبة خالقه له , فبالأحرى من معاينة ابنائه لتجنيه على والدتهم , حين يرى الأبناء احد الوالدين يمعن في التعذيب الجسدي للأخر مفجرا ساديته , و يروي ضمأها تحت تلاوين وألوان شتى من صنوف العذاب , يبقى للعدالة أن تقول كلمتها في هاته الواقعة , و بات لزاما التدخل لمنع استنساخ هاته الممارسات التي بدأت تطفو للسطح من حين لأخر و التي بدأ منسوب ضررها على الضحايا و المجتمع يتعاضم جراء ما تخلفه من أذى مادي و نفسي و معنوي و أخلاقي .