المحرر ـ متابعة
“لقد كان ذلك وشيكاً”.. فالطائرة الكندية الإيرباص، التي كانت تُقل 140 راكباً كادت أن تصطدم بأربع طائرات تجارية ممتلئة بالركاب والوقود، على ممر الإقلاع، لولا أن فصلها عن ذلك 18 متراً فقط.
وتُظهر البيانات والصور الصادرة حديثاً مدى انخفاض طائرة الخطوط الكندية Air Canada، قبل أن تعاود الصعود لتجنُّب الاصطدام بطائرات تقف على ممر مطار سان فرانسيسكو الدولي، في يوليو/تموز 2017.
وذكرت معلومات لمجلس سلامة النقل الوطني، أن طياري الخطوط الكندية أخطأوا ممر المدرج، وخفضوا ارتفاع طائرتهم إلى 59 قدماً فقط (18 متراً) فوق الأرض، قبل أن يعاودوا الصعود لمحاولة تنفيذ هبوط آخر، وفق ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية، أمس الأربعاء، 2 أغسطس/آب 2017.
وهذا الارتفاع بالكاد أعلى من ارتفاع الطائرات الأربع التي كانت على المدرج، عندما وقع الحادث في وقت متأخر من الليل في 7 يوليو/تموز 2017.
وقد حذَّر الطيارون في طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز مراقبي الحركة الجوية من الطائرة التي كانت خارج المسار، بينما أطلق طاقم طائرة تابعة للخطوط الجوية الفلبينية كانت خلفها أضواء الهبوط بالطائرة، في إشارة تحذير أخيرة لطائرة الخطوط الكندية.
وقال طيار سابق في شركة “يونايتد إيرلاينز” لصحيفة “ذي ميركوري نيوز”، إن “ما حدث كان يمكن أن يصبح على الأرجح أكبر كارثة في تاريخ الطيران”.
لماذا لم يلتقطها الرادار؟
وقال محققو اللجنة إنهم لم يحددوا السبب المحتمل للحادث، الذي كاد أن يصبح واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الطيران، فيما أشار جون كوكس، مستشار السلامة وخبير الطيران المتقاعد “لقد كان ذلك وشيكاً”.
وأوضح المحققون أنه عندما اقتربت طائرة الخطوط الجوية الكندية من المدرج قبل منتصف الليل، بعد رحلة من تورونتو، كانت خارج المسار بدرجة لم تسمح حتى لنظام الرادار الذي يستخدم لمنع الاصطدام على المدرج من التقاطها.
فهذه الأنظمة ليست مصممة لاكتشاف الطائرات التي تصطف للهبوط على أرض الممر، وما وقع هو أمر نادر الحدوث.
وقال المتحدث باسم الوكالة إيان جريجور، إن إدارة الطيران الفيدرالية تعمل على إجراء تعديلات حتى تتمكن الأجهزة من ذلك.
وكان كلا الطيارين على طائرة إيرباص A320، التابعة لـAir Canada من ذوي الخبرة الكبيرة. وكان قائد الطائرة تزيد خبرته عن 20 ألف ساعة طيران، وكانت خبرة مساعد الطيار حوالي 10 آلاف ساعة.
وقال الطيارون للمحققين إنهم “لا يتذكرون رؤية الطائرات على الممر، ولكن شيئاً ما لم يكن على ما يرام”.
اللحظات الحاسمة
وقال المحققون إنهم لم يتمكنوا من سماع ما قاله قائد الطائرة الكندية ومساعد الطيار لبعضهم البعض خلال الهبوط الفاشل، لأن المحادثة تم تسجيل محادثات أخرى عليها، عندما قامت الطائرة برحلات أخرى. والمسجلات تحتفظ فقط بالمحادثات التي دارت في آخر ساعتين من وقت طيران الطائرة.
إلا أن تسجيلاً وُضع على الإنترنت عقب الحادثة، كشف عن تسجيل صوتي للاتصالات اللاسلكية التي جرت بين الطيار وبرج المراقبة.
فقد تلقَّى الطيار التوجيهات بالهبوط في المهبط 28- يمين، الموازي لمدرج الإقلاع سي. لكنه اتصل مجدداً ببرج المراقبة. وقال “أريد أن أؤكد -هنا إير كندا 759- نرى أنواراً على المدرج هناك. هل يمكنكم تأكيد إعطائنا الإذن بالهبوط؟”.
وجاء الرد “إير كندا 759 تأكيد للهبوط في المهبط 28-يمين. ليس هناك أحد غيركم على 28-يمين”. وردَّ الطيار “علم. إير كندا 759”.
وعندها يسمع صوت رجل هو الأرجح قائد واحدة من الطائرات المتوقفة “إلى أين يذهب؟ إنه في مدرج الإقلاع”.
وعندها أعاد المراقب الجوي توجيه الطائرة الكندية.
عن هانتغتون عربي