المحرر – عن القدس
وصلت لعبة البوكيمون مؤخراً إلى قتال شخصياتها فوق الكعبة المشرفة في حين تواجدت نقاط تجميع الهدايا أمام بوابات الحرم الأمر الذي أثار جدلاً واسعا بالسعودية.
عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المنيع قال إنها لعبة ضارة بالأمن الوطني، وتهدف إلى كشف مواقع سرية، مما يعد خيانة للوطن، في حين رجّح الشيخ عيسى الغيث قاضي الاستئناف وعضو مجلس الشورى تجنب تحريمها.
ووفقا لموقع “عين اليوم” تم التحقق من الأمر خلال زيارة لمكة المكرمة ووجود إحدى ساحات قتال البوكيمون متواجدة فوق الكعبة المشرفة بالفعل، وبالقرب من المطاف تم ملاحظة تواجد نحو خمسة لاعبين كانوا يلعبون اللعبة مع تزايد إعدادهم وتغيرهم بشكل دوري أما نقاط الهدايا وتجميع البوكيمون المتواجدة أمام بوابات الحرم.
يذكر أن تلك اللعبة أثارت جدلاً واسعاً منذ إطلاقها، بين معارض لها يراها أداة للتجسس أو لعبة صممت ضد العالم الإسلامي، وبين متسامح يعتقد أنها مجرد أداة للترفيه ولا يجب تحميلها أكثر مما تستحق.
* سبب تواجد البوكيمون في الحرم والمساجد:
قال نواف شاهين، المهتم بالألعاب والأجهزة الإلكترونية: الـ”Pokémon Go” مجرد لعبة عادية تستخدم تقنية الواقع الافتراضي Augmented Reality وصادف أنهم استخدموا قاعدة البيانات للعبة ثانية تابعة لنفس الشركة اسمها Ingress، تطلب من اللاعبين تحديد المواقع المهمة في خريطة مُدنهم، ومن ضمن تلك الأماكن كانت المستشفيات والمساجد والأسواق ونحوه.
وأضاف: جهل بعض الأشخاص بمحتوى اللعبة وموضوعها، جعلهم يعتقدون أن مصممي الـ”Pokémon Go” يقصدون الإسلام والمسلمين، ولكنها في الحقيقة لعبة عادية ومسلية وفي كل تحديث جديد للعبة يقوم مطوروها بتعديلها من ناحية السلامة، وإضافة نصائح للاعبين، فمثلًا إذا كان اللاعب يقود السيارة فوق سرعة 20 كيلو/ساعة لا تظهر له شخصيات البوكيمون.
وأضاف صهيب خير الله المتخصص في مجال التقنية وعضو مشارك في شركة مايكروسوفت السعودية، اللعبة لم تتاح بعد في المتاجر السعودية أو الدول العربية وأتيحت في بعض الدول الأجنبية فكيف يمكن أن تستهدف المسلمين وهي لم تتاح لهم في الأساس، مؤكداً أن كثرة تواجد البوكيمون في المساجد وغيرها من الأماكن كالأسواق والمطاعم ونحوه، يرجع إلى أن اللعبة اعتمدت على أكثر المواقع تواجداً التي يشاركها المستخدمين بين بعضهم عبر خرائط “جوجل” فلذلك نلاحظ أن أكثر شخصيات البوكيمون موجوده في هذه الأماكن.
اختلفت الآراء حول قبول أو رفض اللعبة، على سبيل المثال قال الشيخ عيسى الغيث قاضي الاستئناف وعضو مجلس الشورى: بخصوص تواجد شخصيات البوكيمون فوق الكعبة؛ اخترقوا اللعبة وألعبوا بدون تنقل، وبشكل عام لا أرى تحريم هذه اللعبة ولو كانت كذلك”.
وذكر في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: قمت بتحميل بوكيمون لفقه واقعه، وسألت أولادي عنه، وقرأت بشأنه، وبعيدًا عن الحكم الشرعي والقانوني فأحذر من حوادث مرورية وجنائية وأمنية بسببه، وتابع: سوف ينشغل الرجل فيسقط، وينشغل السائق فيصدم، ويتظاهر السارق بأن جريمته من أجله، وكل الريب والشبهات ستتجاوز بذريعة: (آسف قصدي بوكيمون)
وعلى صعيد مخالف تمامًا اعتبر عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المنيع أن اللعبة تضر بالأمن الوطني، وتهدف إلى كشف مواقع سرية، الأمر الذي يعد خيانة للوطن.
وتداول العديد من الأشخاص بعض الإشاعات حول اللعبة، ومن ضمنها انتهاكها لحرمة المسجد الحرام بشكل خاص والمساجد بشكل عام، نظرًا إلى أن بعض الشخصيات في اللعبة تتواجد داخل المساجد، وتجسسها على المستخدمين لأغراض إرهابية أو دينية أو تجارية.
يذكر أنه وبحسب موقع Mashable، فإن مصمم لعبة “Pokémon Go” الرئيس التنفيذي ومؤسس Niantic كان أحد العاملين في شركة جوجل واستخدم بيانات لعبة قديمة اسمها Ingress تطلب من اللاعبين تحديد أبرز معالم مدنهم، وقدم اللاعبون نحو 15 مليون موقع قُبل منها خمسة ملايين موقع استخدمت في لعبة “Pokémon Go”. وكان من ضمن المواقع المختارة الأماكن المقدسة .