المحرر الرباط
تداول عدد من النشطاء شريطا قيل أنه التقط لصلاح الدين مزوار وزير الخارجية، الى جانب مستشار الملك محمد السادس فؤاد عالي الهمة، داخل اجدى الملاهي الليلية بمدينة الدوحة القطرية، حيث ظهر الوزير برفقة المستشار الملكي، محاطين بفتيات بينما كانت النادلة تسكب كؤوس الخمر في مشهد جد عادي لو أنه التقط باحدى الملاهي المتواجدة بأكادير أو بمراكش، حيث تفتح الالاف من قنينات الخمر كل ليلة، و يسكر الالاف من المواطنين المغاربة و الاجانب، من بينهم من ينتقذ اليوم ظهور الهمة و مزوار في ملهى ليلي.
شريط الدوحة، الذي تم تداوله على أوسع نطاق، أماط اللثام عن مجموعة من المتناقضات التي يعيشها مجتمعنا اليوم، و كشف نفاق البعض و خوف البعض الاخر، بينما يحاول الانتهازيون كعادتهم الركوب على الحدث، و استغلال المشهد من أجل تحقيق أهدافهم السياسية، و رغم أن الهمة و مزوار يصرفان راتبهما، و يتمتعان بحقوق شأنهما شأن باقي المواطنين الا أن عددا من الجهات أصرت على أن تردف عنوان الشريط بالفضيحة.
و تظهر الانتهازية في صفوف المعلقين، من خلال الطريقة التي تعاملوا بها مع الشريط، في وقت يعلم الجميع أن أغلبهم لا يفارق الحانات الا اذا دعت الضرورة الى ذلك، بل أن من بينهم من يجاهر بتناول الخمر و افطار رمضان، و فجأة تحول الشريط الى فضيحة ألصقوها بامارة المؤمنين، و هم في الاصل لا يؤمنون بها، حيث ظهرت الانتهازية التي من شأنها أن تجعل من الشخص مسلما و أن تعيده بين عشية و ضحاها الى عصر الجاهلية، لا شيء سوى من أجل النضال السياسي المعلوم.
نفاق البعض ظهر جليا في طريقة تعاملهم مع الشريط، حيث يمكن اكتشاف تطاولهم على الحريات الفردية للاخرين، في وقت يعتبرون أنفسهم فيه مدافعون عن حقوق الانسان و عن حريات الجماع خارج اطار الزوجية، و هو ما يجعلنا نتساءل عما اذا كان مزوار و الهمة مصنفين خارج اطار المواطنين المغاربة، و لا يتلقيان راتبا شهريا يسمح لهما بممارسة ما يحلو لهما في اطار القانون، و ان كان هؤلاء يردون شرب الخمر و يصنفونه في اطار الحريات الفردية، نتساءل عما اذا كانت هذه الحريات ممنوعة على الهمة و مزوار، و مباحة لهم و للمواطنين الذين يدافعون عنهم.
و بالنسبة للرعاع، أو “الخوافة”، فقد ظهروا بدورهم عندما تعمدوا ذكر اسم مزوار و تفادوا الهمة، حيث تداولت عدد من الجرائد الخبر، بطريقة أقحمت فيها صلاح الدين مزوار لوحده دون ذكر اسم الهمة، و هو ما جعلها تسقط في خندق التحامل و الخوف من رجل القصر القوي، رغم أن هذا الاخير لا يلام اذا ما دخل حانة أو ملهى ليلي أثناء أوقات فراغه، و من ماله الخاص.