المحرر الرباط
مع اقتراب الانتخابات التشريعية، يتابع المغاربة الحرب الضارية بين عبد الاله بنكيران الامين العام لحزب العدالة و التنمية، الذي حالفه الحظ و شاءت الاقدار أن يقود الحكومة للفترة التي شارفت على الانتهاء، و الياس العماري، الرجل الاول في حزب الاصالة و المعاصرة، و الذي حالفه الحظ بدوره، فتحول بطريقة أو بأخرى الى رجل أعمال من بين أغنياء هذا الوطن الذين لم يرثوا و لم يربحوا في اللوطو….، هذه الحرب السياسية التي تقوم على اساس الوصول الى الحكومة و الى أصوات المغاربة، انتقلت الى العالم الافتراضي، فتوسعت رقعتها بين كتائب الحزبين الى درجة تبادل الاتهامات و التخوين و التكفير….
و ان كان الحزبان، يتصارعان حول المناصب و التقاعدات و تدبير المال العام، فان الجميع يعلم بأن السياسة في بلدنا تفتقد للمصداقية، و تعتبر شيئا يربطه المغاربة ب “التخلويض” و “تابنضيت”، و هو ما يجعلنا نتساءل عما اذا كانت كل هذه الحروب التي نشبت بين البيجيديين و ركاب الجرار، قد أحدثت حبا في “عباس مول الفاخر” و الجيلالي الخضار” الذي فقد الثقة حتى في الفقهاء اصحاب قال الله و قال الرسول بعدما صوت عليهم ظنا منه أنهم المنقذون و الاشخاص الذين سيخرجون بالمغرب الى بر الامان.
اليوم و بعد أزيد من أربع سنوات من التسيير، اتضح للكثيرين ممن صوتوا على حزب المصباح، و خصوصا الموظفين منهم، أن هذا الحزب جاء ليحارب فعلا، لكن و عندما لم يجد شيئا يحاربه، و بعدما تأكد من أن الفساد صعب المنال، لم يتنازل عن مبادئه و شعاراته، فراح يحارب المواطن الضعيف و صغار الموظفين، من خلال الاقتطاعات و الزيادات في الاسعار، سعيا منه في الرفع من مدخول الدولة، و حفاظا على الهدوء حتى لا يستفيق الفساد فيأكله، لتنتهي المسرحية بزيادة خصص لها الطبالة و الغياطة، و قيل أنها ستساعد الارامل و المطلقات، اللاتي لازلن ينتظرنها.
أما عن الجرار، و ما حصده خلال انتخاب رئيس مجلس النواب، و من خلال تاريخ بعض قاداته و على رأسهم الامين العام، فان شرح الواضحات من المفضحات، و ان كانت لالياس الشجاعة الكافية فليفصح عن مصادر ثروته..