حوار حصري مع “أحمد خيار” رئيس المجلس الإقليمي لبوجدور

المحرر ـ  عبد الرحيم زياد

بكثير من الحماس والحيوية، يدخل المجلس الاقليمي لبوجدور سنته الثالثة من عمر ولايته، وبرغبة أكيدة من رئيسه “احمد خيار”، في السير قدما نحو مزيد من العطاء والعمل، أحمد خيار الذي يعتبر نموذجا لجيل جديد من الشباب المنتخبين،الذين لهم تصور وغيرة وهاجس حقيقي في تقديم عرض تنموي يليق بالإقليم، وإخراجه من قوقعة الانتظارية القاتلة التي عاشها طيلة عقود من الزمن.

يسجل لرئيس المجلس السيد احمد خيار” الذي فتح صدره لـ ” المحرر“، قطعه مع البرتوكلات ،إذ تجده يلتقي ويتواصل مع  كل الفئات الاجتماعية سواء بمكتبه او بالشارع او المقهى، وهي ممارسة اقل ما يقال عنها انها تطبيق لسياسة القرب بالمعنى الحقيقي للكلمة.

نجري هذا الحوار معه، بمناسبة مرور سنتين على انتخابه، بغية الإجابة على عدد من الأسئلة التي يطرحها المواطن البوجدوري، بخصوص انتظاراته من مؤسسة “المجلس الاقلميي” وكذا راهن وآفاق التنمية المنتظرة في مسار تجربة سياسية مميزة وفعالة، يقودها “خيار” رفقة طاقمه الشاب.

الان وبعد مرور قرابة سنتين على انتخابكم ،ماهي أهم المحاور التي ميزت برنامج مجلسكم لتنمية الإقليم؟

ارتباطا بسؤالكم ،ففي اطار المخطط الاقليمي للتنمية الذي وضعه المجلس الاقليمي، ومن خلال التشخيص التشاركي لواقع التنمية بإقليم بوجدور، فقد تمكنا من وضع تصور شامل للمشاريع ذات الأولوية، من خلال اشراك فعلي للمنتخبين والساكنة والمجتمع المدني في وضع الخطوط العريضة لهذا المخطط التنموي الشامل وتبني رؤية واضحة لما يجب العمل عليه مستقبلا .هذا المخطط يستهدف في الجانب الحضري منه، ثلاث محاور اساسية، وهي الصحة والتعليم والبطالة، من دون اهمال طبعا لبقية القطاعات.

فيما يخص المحور الاول المتعلق بالصحة العمومية، وامام الإكراهات والنواقص التي يعرفها القطاع، كان لزاما علينا التدخل، من أجل الارتقاء بمستوى القطاع الصحي بالإقليم وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وفعلا فقد وقع المجلس الاقليم، اتفاقية مع المندوبية الإقليمية لوزارةالصحة ببوجدور، تعهدنا  من خلالها بتجهيز المستشفى الإقليمي لبوجدور بمعدات طبية خاصة بأمراض القلب والشرايين بتكلفة إجمالية تقدر ب8 مليون درهم،وبمعدات لجراحة العيون 870 ألف درهم، وبمعدات الجراحة العامة 2 مليون و500 الف درهم في سنة 2018 ،وكذا معدات لجراحة العظام 3 المليون و 500 الف درهم خلال سنة 2021. و تزويد مصلحة مرضى القصور الكلوي ب 5 آلات جديدة، والاشراف على تكوين الأطر التمريضية التي ستتكلف بها، فضلا عن التعاقد مع طبيب من القطاع الخاص للعمل في قسم المستعجلات بالمستشفى.

كما قمنا بعرض مجمل الصعوبات والاكراهات التي يعرقها القطاع،  على وزير الصحة على هامش الاجتماع الوزاري الذي احتضنته مدينة  العيون مؤخرا،  ووعدنا بأنه سيتم تخصيص جهاز سكانير و واعتماد 32 ممرض بالمستشفى الاقليمي، كما وعدنا بأنه سيقوم بزيارة للاقليم للوقوف على حاجياته وانتظاراته في هذا المجال.

اما في ما يخص محور التربية والتعليم والتكوين المهني، وبغية الرفع من مردوديتهن وتجويده، لم نتردد في العمل على انجاز مشاريع مهمة بتكلفة إجمالية بلغت 190 ألف درهم، في اطار اتفاقية شراكة مع المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية، فبعد ما كان الموطنون يؤدونها من جيوبهم، تكفل المجلس الاقليمي بضمان أجور مربيات التعليم الأولى، بكافة المؤسسات التعليمية الإبتدائية ببوجدور، فتم تخصيص مبلغ 100 الف درهم سنويا ، ولمدة 6 مواسم دراسية ابتداء من سنة 2017 الى سنة 2022. اضافة الى تجهيز فضاءات التعليم الأولي بطاولات مستديرة وكراسي تبلغ قيمتها 90 ألف درهم برسم الموسم الدراسي 2018/2017. ناهيك عن تخصيص مبلغ 100 ألف درهم، للمساهمة في المبادرة الملكية “مليون محفظة” .

وفي قطاع التكوين المهني إلتزم المجلس في اطار اتفاقية شراكة مع المديرية الجهوية للأقاليم الجنوبية التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل لتجهيز المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية ببوجدور بقاعة الاعلاميات بقيمة 50 الف درهم وقاعة المطالعة بقيمة 50 الف درهم.

وبالنسبة لمعهد الصيد البحري ، ورغبة منا في بعث الروح في معهد الصيد البحري، كي يلعب دوره المنتظر منه، في امتصاص البطالة وتكوين شباب مؤهل لاشتغال في قطاع الصيد البحرى، التزم المجلس بالتعاقد مع 6 مكونين،والبحث جاري ان يكونوا من ابناء الاقليم.

اما بالنسبة لمحور التشغيل ومحاربة البطالة للشباب، فنحن ندرك مدى المعاناة التي تواجهها الاسرة البوجدورية، من هذه المعضلة التي تضرب أطنابها شريحة الشباب، والحل في رأيي هو تشجيع الاستثمار، و تسهيل مأمورية القطاع الخاص، من منطلق ان امكانيات القطاع العمومي والدولة لن تعد قادرة البتة في ايجاد امناصب الشغل، والحل هو في تشجيع الاستثمار، وفتح المجال للمستثمرين، و تسهيل وتذويب الصعوبات امامهم، وللاشارة فهناك عدد من المشاريع المهمة المنتظرة، والتي من المتوقع أن ترفع منسوب الاداء الاقتصادي والاجتماعي، من مثل المنطقة الصناعية بالميناء، مشروع الطاقة الشمسية وكذا مشروع الطاقة الريحية ، والمشروع الفلاحي بجماعة اجريفية، وغيرها من المشاريع الطموحة، والتي يساهم فيها المجلس الاقليمي، مع بقية الشركاء

هذا مجمل ما اتسمت به السنتين الاوليتين ، دون اغفال مشاريع اخرى تتعلق باصلاح وترميم المساجد و تأهيل الاحياء، ووالانارة العمومية وتجهيز وتأهيل الساحات والشوارع والارصفة، في اطار شراكات مع المجلس الجماعي لبوجدور، ومختلف المصالح الخارجية وكذا والهيئات المنتخبة اقليميا وجهويا.

ما هي أهم المعيقات التي ترونها تواجه المجلس الإقليمي في تنزيل رؤيته التنموية في الإقليم؟

من أهم الاكراهات التي تواجه المجلس الإقليمي، هو ذلك الإشكال المتعلق بتعدد الحاجيات والانتظارات ومحدودية الإمكانات , وهو إشكال تعرفه مختلف الجماعات المحلية على اختلاف مستوياتها , ولعل نهج أسلوب التخطيط الاستراتيجي من شأنه ان يخفف من حدة هذا الإكراه باعتباره سيساهم في تحقيق مبدأ الإنصاف المبني على تحديد استراتيجي وتشاركي للأولويات.مما سيمكن بطبيعة الحال من تدبير الشراكات بشكل جيد وفعال.

نعتبر في إقليم بوجدور أن ثروتنا الحقيقية تكمن في أبنائه، رجاله ونسائه، وخصوصا شريحة الشباب ، الذي من اجله ومعه تكبر التحديات.
في المجلس الإقليمي، نحاول بدعم وانخراط لا مشروط من لدن السلطة الإقليمية في شخص السيد العامل، أن نجعل من هذه المؤسسة الدستورية آلية لتحقيق الطموحات الكبرى للساكنة، وأداة لإنتاج رؤى دينامكية وتفاعلية مع حاجياتها متطلباتها. 

هل لديكم رسائل معينة ترغبون في إرسالها إلى جهات معينة ؟

هي رسالة شكر الى جميع الفاعلين من المجتمع المدني والجمعات المحلية والسلطات المحلية، وعلى رأسها السيد عامل اقليم بوجدور السيد ابراهيم بن ابراهيم، على التفاعل وروح التواصل، و أدعو ساكنة الاقليم بمختلف شرائحهم إلى لعب القوة الإقتراحية والتحلي بروح النقد البناء ومساندة التجربة المتميزة التي يعيشها المجلس الإقليمي الحالي كفريق عمل منسجم على اختلاف الأطياف السياسية المشكلة له، وأن نكران الذات والتجرد عن المصالح السياسوية والإنتخابوية لهو الكفيل بتنمية الإقليم تحقيقا للتنمية المنشودة في تناغم مع الدماء الجديدة على رأس السلطات الإقليمية التي تشاطر المنتخبين والمنتخبات نفس التوجهات والأهداف.

كلمتكم الأخيرة :

مايمكن ان اختم به هذا الحوار هو ان المجلس الاقليمي سيعمل جاهدا من اجل تحقيق انتظارات الساكنة ،وبابنا مفتوح في وجه الجميع ، وامامكم انتم اهل الاعلام، من اجل ان تكونوا صلة وصل بيننا وبين المواطنين ونزكي العمل الذي تقومون به ونشجعكم ، واجدد شكري لكم ولمنبركم المحترم، على هذا الحوار القيم وأعدكم أنني رهن الإشارة للإجابة على كل الأسئلة التي تطرحها الساكنة.وباب مكتبي مفتوح في اي وقت وحين.

أجرى الحوار: عبد الرحيم زياد

عرض التعليقات (1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد