المحرر ـ وكالات
تحتضن الرباط اليوم أشغال «مؤتمر وزراء الخارجية الأفارقة من أجل أجندة أفريقية حول الهجرة»، الذي يهدف إلى وضع أسس رؤية أفريقية شاملة ومشتركة حول الهجرة، باعتبارها رافداً من روافد التنمية والتعاون والاندماج الأفريقي.
وأشار بيان لوزارة الخارجية المغربية التي ستستضيف أشغال هذا المؤتمر في مقرها بالرباط، إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس كُلف خلال قمة رؤساء الدول الأفريقية، بإعداد رؤية موحدة لأفريقيا حول الهجرة، وذلك في سياق التوجه الجديد لرئيس الاتحاد الأفريقي ألفا كوندي بتكليف رؤساء الدول الأفريقية بمهام معينة. وسبق للعاهل المغربي أن قدم ورقة أولية لرؤساء الدول الأفريقية في هذا الموضوع، وتعهد بتقديم وثيقة مرجعية متكاملة خلال القمة الأفريقية المقبلة.
وفي إطار إعداد هذه الوثيقة الاستراتيجية الشاملة، فتح العاهل المغربي مشاورات واسعة شملت متدخلين وفاعلين وخبراء في مجال الهجرة في أفريقيا. وفي سياق هذه المشاورات عرف منتجع الصخيرات، جنوب الرباط، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لقاء لمختلف الشركاء الأفارقة والدوليين تحت عنوان «الخلوة الأفريقية من أجل الهجرة»، الذي شارك فيه مسؤولون سياسيون، وهيئات المجتمع المدني، ومنظمات إقليمية ودولية وخبراء.
ويرتقب أن يشكل المؤتمر الوزاري الذي سيعقد اليوم في الرباط مرحلة متقدمة في طريق إعداد الاستراتيجية الأفريقية للهجرة.
وتعتبر الرباط أن تكليفها هذه المهمة من طرف رئيس الاتحاد الأفريقي يشكّل اعترافاً بالمجهودات التي تبذلها في مجال الهجرة على الصعيد القاري والدولي، نظراً إلى موقع المغرب الجغرافي كبلد عبور وبلد استقبال للمهاجرين، خاصة من خلال اعتماده سياسة نموذجية في هذا المجال تتميز بطابعها الإنساني والتضامني مع المهاجرين، ومبادرته لتسوية أوضاع المهاجرين الأفارقة على أراضيه، والمساعدة على اندماجهم. كما تشكل هذه المبادرة امتداداً للريادة المغربية في مجال الهجرة على الصعيد الدولي. وبهذا الصدد تم اختيار المغرب من طرف الأمم المتحدة لاحتضان المؤتمر العالمي حول الهجرة لسنة 2018، الذي سيصادق على «الميثاق الدولي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة» يومي 10 و11 ديسمبر (كانون الأول) 2018 في المغرب. وللإشارة، فإن الأمم المتحدة أطلقت مسلسل الإعداد للميثاق الدولي من أجل الهجرة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقبل ذلك، وإعداداً للمؤتمر العالمي حول الهجرة، ستحتضن مراكش من 5 إلى 7 ديسمبر 2018 الدورة الـ11 للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، الذي سيتقاسم المغرب رئاسته مع ألمانيا.