استعانة حامي بحارس شخصي يعكس حقيقة وضعه النفسي في قضية أيت الجيد

سالم باحنيني المحرر

 

شكل ظهور عبد العالي حامي الدين رفقة حراس شخصيين، اليوم بمحكمة الاستيناف بفاس، مادة دسمة تداولها عدد من النشطاء الذين تساءلوا عن الاسباب التي جعلت الاخير يحضر لجلسة الاستماع اليه تحت حراسة شخصية، في وقت يعلم فيه الجميع أن القيادي في حزب العدالة و التنمية لم يتلقى أية تهديدات و لم يسبق لأية جهة و أن حاولت الاعتداء عليه.

 

مرافقة رجال ببنيات جسمانية ضخمة لعبد العالي حامي الدين، تعكس هاجس الخوف الذي يراوض هذا الرجل منذ أن أفلح دفاع عائلة ايت الجيد في اعادة استخراج ملف مقتل بنعيسى من دهاليز القضاء، بعدما ظل مصطفى الرميد يناور من أجل إقباره طيلة الفترة التي قضاها على رأس وزارة العدل، حيث كان يستغل منصبه السياسي في الحيلولة دون اعادة طرح هذه القضية على انظار العدالة من جديد.

 

و من خلال الطريقة التي كان يتصرف بها حامي الدين، و التي أظهرت نفسيته المحطمة، و فقدانه الامل في امكانية تأثير قياديي البيجيدي على القضاء، يبدو أن هذا الرجل قد اختطلت لديه مفاهيم الخوف من الحاضر و المستقبل، معتقدا أن هناك من يستهدفه في شخصه، بعدما تحطم بداخله جنون العظمة الذي كان يرافقه منذ نجاح الرميد و بنكيران في الحيلولة دون أن يتم استدعاؤه للمحكمة من أجل الاستماع اليه في قضية ايت الجيد.

 

خوف حامي الدين من الحاضر، يتجسد في اعتقاده بأنه مستهدف من طرف العشرات من النشطاء الذي حجوا الى المحكمة بالتزامن مع الجلسة السابقة، من اجل المطالبة بكل سلمية، بتطبيق القانون، و التنديد بمحاولة البيجيدي تسييس هذه القضية، خصوصا و أن تأثير قياديي المصباح لم يعد يجدي نفعا في ظل متابعة الرأي العام لاطوار المحاكمة و مطالبته بالعدالة و لا شيء غير العدالة.

 

من جهة أخرى، يمكن ملامسة الخوف الذي ينتاب حامي الدين من المستقبل، في ملامحه التي عكست تدمره نفسيا، وخيبة أمله خصوصا بعدما تقدم دفاع ايت الجيد بقرائن جديدة تورطه حتى النخاع، و تشكل عامل ادانة حقيقي من شأنه أن ينتهي به خلف القضبان، الشيء الذي يفقده الثقة في النفس، و يجعله خائفا من مستقبله الذي اصبح مجهولا و على مفي عفريت.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد