انطلاق اجتماع “الفيفا” للتصويت على قرار تنظيم كاس العالم بين المغرب والملف الأمريكي

شارك هذا المقال

المحرر ـ متابعة

بدأت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأربعاء في موسكو، اجتماعها الـ 68 الذي ستصوت في ختامه لاختيار البلد المضيف لكأس العالم 2026، بين المغرب من جهة، وملف ثلاثي بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وعشية انطلاق منافسات مونديال 2018 الذي تستضيفه روسيا حتى 15 يوليوز، انطلقت أعمال كونغرس الفيفا في العاصمة الروسية بتأخير نحو نصف ساعة عن الموعد المحدد، بسبب تأخر مندوبي بعض الدول الأعضاء في الحضور بسبب الازدحامات الصباحية.

وافتتح رئيس الاتحاد السويسري جاني إنفانتينو الاجتماع عند الساعة 0630 بتوقيت غرينيتش، قائلا “أهلا بكم في الكونغرس الثامن والستين للفيفا”.

وسيكون الأبرز في جدول الأعمال تصويت 207 عضوا (من أصل الدول الأعضاء الـ 211) لاختيار مضيف مونديال 2026، والذي سيكون الأول بمشاركة 48 منتخبا بدلا من 32 حاليا.

وتشارك في التصويت كل الدول الأعضاء (باستثناء المرشحين الأربعة)، وذلك للمرة الأولى، بعدما كان اختيار البلد المضيف للمسابقة الأهم في كرة القدم العالمية، يتم من قبل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي.

وأتى التعديل في عهد انفانتينو الذي انتخب رئيسا للفيفا مطلع 2016، على خلفية شبهات الفساد والرشى حول عمليات منح سابقة لاستضافة كأس العالم، لاسيما روسيا 2018 وقطر 2022. واعتبر إنفانتينو في تصريحات سابقة ان الاجراء الجديد يوفر شفافية أكبر في اختيار المضيف.

وسيكون الأعضاء أمام خيارين: المغرب الذي يتقدم بترشيحه للمرة الخامسة في تاريخه ويسعى لإقامة مونديال في القارة السمراء للمرة الثانية بعد جنوب افريقيا 2010، والملف الثلاثي الذي يضم بلدين سبق لهما استضافة الحدث (الولايات المتحدة والمكسيك)، وكندا التي تأمل في استضافة أولى.

وعلى رغم منحه الضوء الأخضر، أبرزت لجنة التقييم وجود شوائب في الملف المغربي، منها “مخاطر مرتفعة” في بعض المجالات لاسيما الملاعب التي يحتاج معظمها الى بناء من الصفر، والاقامة والنقل.

وقال رئيس لجنة الترشيح المغربية مولاي حفيظ العلمي في تصريحات لقناة الرياضية المغربية نشرها حساب لجنة الترشيح على موقع “تويتر” الثلاثاء، “المرحلة التي وصلنا لها مرحلة مهمة جدا. تجاوزنا مراحل كانت صعبة”.

أضاف “نعتقد ان لجنة التقييم شكلت تقريبا لكي تقصينا. جاءت بهدف واضح: على المغرب ان يقصى (…) حاولوا ان يقصى المغرب لكنه لم يقص، والحمدلله انه تأهل (الى التصويت)”.

في المقابل، يبدو الملف الثلاثي الذي يعتمد على بنية تحتية متطورة وجاهزة لاسيما لجهة الملاعب، عرضة لتأثير رياح سياسية لاسيما الدعم الذي وفره الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصولا الى حد تلويحه بمعاقبة الدول التي لا تصوت لهذا الملف الذي يعرف باسم “يونايتد 2026”.

والاثنين، كرر مسؤول الملف رئيس الاتحاد الأميركي لكرة القدم كارلوس كورديرو الدعوة الى فصل السياسة عن الرياضة. وقال “نؤمن بقوة ان هذا القرار سيتخذ على أساس الاستحقاق (…) الأمر لا يتعلق بالأمور الجيوسياسية، نحن نتحدث عن كرة القدم وما هو في العمق، في نهاية المطاف، الأفضل لصالح كرة القدم ومجتمع كرة القدم”.

وكانت الولايات المتحدة قد خسرت لصالح قطر في السباق لاستضافة مونديال 2022، علما بانها استضافت نسخة 1994. أما المغرب، ففشل أربع مرات في تحقيق حلم استضافة العرس العالمي (1994 و1998 و2006 و2010).

وبينما تشير التقارير الى ان إنفانتينو يميل الى تفضيل الملف المشترك، لم يخف رئيس الاتحاد الافريقي أحمد أحمد دعمه للملف المغربي. رغم ذلك، يتوقع ان يثير الترشيح انقساما بين الدول الافريقية لاسيما منها الناطقة بالانكليزية، مثل ليبيريا وجنوب افريقيا اللتين أعلنتا دعم الملف الثلاثي. كما نال المغرب دعم دول أوروبية لاسيما منها فرنسا.

وتوضح التقارير ان تفضيل إنفانتينو للملف الثلاثي نابع من اقتناعه بنوعية المنشآت والملاعب التي يعرضها، واعتباره ان تنظيم مونديال بمشاركة 48 منتخبا يحتاج الى دول “كبيرة” أو تكتلات من اتحادات عدة.

ويبرز المغرب في الحجج التي يقدمها لحشد التأييد لملفه، موقعه الجغرافي الوسطي لاسيما قربه من القارة الأوروبية، والتوقيت الزمني الملائم لإقامة مباريات كأس العالم، اضافة الى عوامل سياحية عدة.

ويعتزم المغرب الاستضافة على 12 ملعبا (من أصل 14 مقترحة) في 12 مدينة، منها خمسة ملاعب جاهزة سيتم تجديدها، على ان يتم بناء الأخرى. في المقابل، يعول الملف الثلاثي على 23 مدينة ضمن لائحة أولية (بما في ذلك 4 مدن كندية و3 مكسيكية)، على ان تتضمن اللائحة النهائية 16 مدينة بملاعب بمعدل طاقة استيعابية 68 الف متفرج “مبنية وعملية”.

ويسعى الملفان الى جذب الأصوات لاسيما من قبل الدول التي لم تعلن صراحة عن ميلها لملف أو آخر. ويفوز بالتصويت الملف الذي ينال الغالبية المطلقة من الأصوات (أكثر من 50 بالمئة)، علما ان الأعضاء لديهم الحق بالتصويت لخيار ثالث هو إطلاق دورة ترشيح جديدة.

وفي تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”، أكد رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين انه لم يعط “توجيهات” لممثلي القارة.

وأضاف “مندوبو الويفا (الاتحاد الأوروبي) أذكياء بما يكفي لاختيار ما هو أفضل لكرة القدم”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد