المحرر ـ متابعة
كشفت يومية “الصباح” أن فرقا من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية (أونسا) حلت بمصانع التعاونية الفلاحية “كوباك”، صاحبة منتوجات “جودة”، بعد انتشار إشاعات حول استعمال التعاونية الحليب المجفف من أجل إنتاج الحليب الطري. وتناقلت بعض وسائل الإعلام الخبر وأضافت عليه بعض الاستنتاجات لتخلص إلى أن تعاونية تارودانت لا يمكنها الاستجابة للطلب المتزايد على الحليب إلا عبر استعمال الحليب المجفف.
وأكد مولاي امحمد الولتيتي، رئيس تعاونية “كوباك”، في تصريح لـ”الصباح”، أن مراقبي “أونسا” حلوا بالفعل بمصانع التعاونية لمراقبة سلسلة الإنتاج وكل الوثائق المرتبطة بالعملية، بعد انتشار إشاعات كاذبة باستخدام التعاونية الحليب المسحوق لإنتاج الطري. وأصدرت “أونسا” بلاغا تؤكد فيه سلامة الحليب المسوق من أي غش ونفت استعمال الحليب المجفف لإنتاج الطري.
وأوضح أن الدراسة المنجزة من قبل أحد مكاتب الدراسات لا تشير إلى الجهة التي طالبت بإجرائها، ما يطرح أكثر من علامات استفهام حول مصداقية مضامينها والأهداف الحقيقية وراء ترويجها في هذا التوقيت بالضبط، علما أن جهات تحاول المس بمصداقية التعاونية وأصالة منتوجاتها، إذ اتهمت بأنها تروج منتوجات “سنطرال” تحت علامة جودة، وقدمت مقاطع فيديو تحاول عبثا أن تؤكد التنسيق بين التعاونية والشركة التي تخضع منتوجاتها للمقاطعة، ولما فشلت هذه المحاولات تم الانتقال إلى مستوى ثان ليتم استهداف مصداقية الشركة ومنتوجاتها.
وأشار رئيس “كوباك” إلى أن هناك العديد من المغالطات التي تضمنتها الدراسة، إذ لا يمكن الاستناد إلى معطيات ظرفية خلال مدة وجيزة لاحتساب حصة السوق، كما جاء ذلك في الدراسة التي تزعم أن حصة التعاونية أصبحت 33 %، بل يتطلب ذلك فترة أطول تصل إلى سنة أو أكثر للجزم بحصة معينة من السوق. كما أن رفع الإنتاج بشكل ملحوظ يفرض استثمارات هامة ارفع الطاقات الإنتاجية للتعاونية، ما يتطلب وقتا طويلا.
وأوضح بشأن التساؤلات التي سيقت حول ارتفاع واردات الشركة من الحليب المجفف وكيفية استجابة التعاونية للطلب المتزايد على الحليب الطري دون الزيادة في الكميات المجمعة من الفلاحين، أن هناك معطيات يتم الترويج إليها، بأن الكميات المستوردة تجاوزت 21 ألف طن، في حين أن حصة “كوباك” منها، حسب المعطيات ذاتها، ألف طن، أي أقل من 5 % من إجمالي الواردات، وهي كميات تظل محدودة.
وأشار إلى أن الحليب المجفف يستعمل في إنتاج مشتقات الحليب، مثل الياغورت ومنتوجات أخرى، وأن أي فاعل في القطاع يعي جيدا أن أسعار الحليب المجفف تخضع لتقلبات الأسواق الدولية، كما أنها مرتبطة بتطور أسعار النفط، إذ كلما ارتفعت يرتفع سعر الحليب المجفف، بالنظر إلى أن تجفيف الحليب يتطلب استعمال الطاقة، كما يؤدي ارتفاع سعر المحروقات إلى الزيادة في كلفة النقل. لذا يعمد مستخدمو هذه المادة إلى التزود بها عندما تكون الأسعار منخفضة، أو عندما تكون هناك مؤشرات على ارتفاعها مستقبلا.
وأوضح، بخصوص كيفية تدبر الكميات المطلوبة من الحليب الطري للاستجابة للطلب المتزايد على منتوج التعاونية، أنه قبل رمضان كانت هناك كميات من الحليب الطري تستحمل لإنتاج الحليب المعقم (UHT) وتشكيل مخزون كاف منه، فتقرر، بعد الطلب المتزايد على حليب “جودة”، أن توقف إنتاج هذا الصنف من الحليب، ما مكن من توفير 350 ألف طن من الحليب الطري، كما تم إيقاف إنتاج 49 من مشتقات الحليب، ليتم توفير 155 طنا، وهكذا تمكنت كوباك من تدبر 500 طن من الحليب الطري لتغطية الزيادة في الطلب.
وتعتبر “كوباك” تعاونية فلاحية تتعامل مع 20 ألف مربي ماشية، 15 ألفا منهم منخرطون، وتضمن للمنتمين إليها دخلا يوميا يتراوح بين 4.10 دراهم و 4.6 للتر، كما تشغل 6200 منصب شغل.