المحرر الرباط
هل تعول الدولة فعلا على حزب خرج منه أخنوش ليلا ودخل إليه خلسة؟ هل سيتمكن هذا الحزب الذي يظم في تشكيلته بعض من بقايا العهد القديم من النجاح أمام قوتين سياسيتين في أوج عطائهما، هما العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة ؟ هل سيسكت حزب الأصالة والمعاصرة ومهندسوه عن تنزيل هذا الطرح؟ هل سينجح اخنوش في تخطي عقبات كثيرة أمام الوصول الى مطمحه والنجاح بانتخابات 2021؟
لا اعتقد ذلك لأنه اليوم مع ما يحصل ومع سلسلة الضربات القوية التي يتلقاها اخنوش ومن معه يتضح جليا ان هناك توجها جديدا يجري التحضير له لإبعاد أخنوش وحزبه.
اول الاشارات توقيف مجلس جهة يقوده تجمعي ومن عائلة اقتصادية نافذة، وهو قرار أصدرته وزارة الداخلية وكان له حينها أثر بالغ على حزب التجمع الوطني للأحرار، فهو المنتشي بتمكنه من ترأس جهة استراتيجية تقع بجنوب المملكة ، بوابة الصحراء ، لكن العارفون بخبايا الشأن السياسي بالصحراء يدركون جيدا أن الحمامة ليست فاعلا حزبيا يعول عليه المخزن بهذه الجهة، والدليل في ذلك انه بفضل دعم بلفقيه خصم الاحرار وبوعيدة تمكن عثمان عيلة باقليم اسا الزاك من الفوز بمقعد بمجلس المستشارين وبفضل بلفقيه ودهائه السياسي تمكن رئيس جهة كلميم سابقا من الفوز بمقعد بمجلس النواب عن دائرة كلميم، وبفضل بلفقيه حصل افرضان عل رئاسة المجلس الإقليمي لكلميم وبوليد على رئاسة المجلس الاقليمي واخ بلفقيه هو من يسير المجلس الجماعي لكلميم وبدعم بلفقيه يتراس التام المجلس الاقليمي لاسا ، لذلك فان الاحرار لا وجودو لهم بالساحة السياسية بجهة هي بوابة الصحراء ، فبالكاد تمكنت كاتبة الدولة في الصيد البحري من الحصول على مقعدها بكلميم بعدما اكتسح عبد الوهاب بلفقيه الانتخابات بل والكل اتهم انذاك والي الجهة بنرباك بتزوير الانتخابات لصالح بوعيدة ضد العدالة والتنمية التي خرجت ذات ليلة لتنظيم مبيت احتجاجي على الوالي ، بكلميم لا حديث إلا عن الخطاب الشهير لأخنوش حينما هدد بشكل مباشر بلفقيه ووعد الساكنة بمحاسبته لكن بعد أسابيع ستضحي الدولة بسفير اخنوش في قرار تارييخ وتوجه رسالة واضحة مفادها أن الحمامة غير مرغوب فيها بهذه المنطقة وهو بداية إعلان سخط الدولة على برنامج حزب اغراس اغراس.
ثاني الإشارات عزل رئيس المجلس الإقليمي لتارودانت الكاتب الجهوي لحزب التجمع بسوس فلا أحد فطن الى قرار ابعاد حميد البهجة من رئاسة المجلس الإقليمي لتارودانت الذي يمتلك شركة استحوذت على عدد من الصفقات بايعاز من التجمعيين وبدعم من اخنوش آخرها صفقة ضخمة مخصصة لبناء كلية الطب باكادير ، في هذه المنطقة تقع حروب حزبية شرسة سواء بين الحاج علي قيوح اب الوزير السابق عبد الصمد قيوح ونائب رئيس مجلس المستشارين وبين غريمه محمد بودلال، الذي يعد أيامه في هذه الحياة على ايقاع الأزمات، بعدما أبعد من حزب التجمع وأغلق عليه السجلماسي منابع القروض التي كان يحصلها بدعم من أخنوش من القرض الفلاحي وها هي فضائح بودلال في تدبير التعاونية الفلاحية للجنوب تخرج إلى العلن وسوف يساءل فيها اخنوش مباشرة لأن حجم الخسائر المالية التي تسبب فيها بودلال لا تعد ولا تحصى. وبين البام الذي منح هدية من ذهب وتولى أحد قيادييه رئاسة المجلس الإقليمي بدل الاحرار وهذه اشارة من الإشارات القوية التي وجب على تجمعيي أغراس اغراس فهمها.
ثالث الاشارات رفض محكمة النقض لطلب بودلال تبرئته من تهم الفساد الانتخابي ، فالحكم الذي صدر في حق الكاتب الجهوي السابق وأمين مال حزب التجمع الوطني للأحرار البرلماني محمد بودلال عم الوزير السابق بودلال بالفساد الانتخابي والإبعاد من الترشح ، له دلالة كبيرة ، فرغم أن حقيبة وزارة العدل، التي كان أخنوش حريصا على الظفر بها في يد التجمعي محمد أوجار، إلا أن ذلك لم يسعفه في إنقاذ مناضليه من حبل الأحكام القضائية ، الحرب اليوم الذي تقودها بعض الرؤوس داخل قطاع العدل على أوجار معروفة لصالح من ومن يحركها في الخفاء ومن هندس قضية استقلالية السلطة القضائية وإبعاد وزير العدل من تدبير النيابة العامة وغير ذلك من دلالات الحرب الضروس على التجمع الوطني للأحرار .
رابع الإشارات تجريد المحكمة الدستورية لرئيس جماعة المضيق التجمعي المرابط السوسي من مقعده النيابي وهي دلالة ما بعدها دلالة فحسب اقرب المقربين من اخنوش فان الاخير استغرب كثيرا لهذا الحكم الذي اتخذته المحكمة الدستورية بعد التصويت أي أن صراعا كبيرا وقع بين أعضاء المحكمة وحسمه التصويت ، بعدما فرح اخنوش بكسب مقعدين اضافيين وترويج ذلك المكسب على اعتبار انه اشارة واضحة على أنه يحظى بدعم المخزن العميق لكن هيهات هيهات فما معنى أن ينزل عامل اقليم المضيق بثقله ويوجه ملفات مناضل من مناضلي أغراس أغراس الى المحكمة ويقدم على لعب كل الأوراق من أجل تزيار السمطة على صاحب أخنو ش؟ ما معنى أن تشن السلطة المحلية حربا ضروسا على كل داعمي رئيس جماعة المضيق وتقرر اصدار قرارات منها متابعة واحد من المقاولين قضائيا بتهمة احتلال الملك العام وهو الذي انقلب 100 درجة واصبح من داعمي المرابط السوسي ، وكيف يمكن تفسير رالخطاي النقدي لرئيس جماعة المضيق تجاه السلطة سوى أن المخزن لم يرغب فيه وأن السلطة لها رأي آخر وأنها تتوجه لتحقيق سيناريو لن يكون فيه اخنوش وأتباعه لاعبين أساسيين.
خامس الاشارات وما قل دل هي اعفاء الملك لاحد أكثر المقربين من اخنوش وهو وزير المالية والاقتصاد في حكومتين ، محمد بوسعيد قبل ان يعين واليا بالداخلية كان مديرا لمقر حزب للتجمع ولانه يعرف من أين تؤكل الكتف فقد تقرب من عزيز أخنوش ونال رضاه ايام كان واليا على جهة سوس ماسة درعة وليس ذلك فقط، بوسعيد علاقة وطيدة بالتجمعي ابراهيم الحافظي رئيس مجلس جهة سوس ماسة الذي عينه اخنوش مديرا عاما لوكالة تنمية الواحات وشجر الأركان وهو صديق قريب من البرلماني محمد بودلال بل إن الأخير كان ايام ولاية بوسعيد لجهة سوس يستقوي على العمال ويفعل ما يشاء ، وها هو بوسعيد ذهب بعدما كان اخنوش يعول عليه لتمرير القرارات الحساسة فهو الذي كان بطل حكاية تمرير مقتضى يمكن اخنوش من التوقيع على صندوق تنمية العالم القروي لاعطاءه سلطة على العمال والولاة بحكم انهم رؤساء اللجان المكلفة بالبث في الملفات المدعمة …….
الكلام كثير والمداد قليل واللبيب يفهم من الاشارات…