في ذكرى ميلاده:الجزائر و تونس تتنازعان حول جنسية الشيخ محمد الخضر حسين الإمام التاسع والثلاثون للأزهر الشريف

عمار قردود

 

شنّ نشطاء تونسيون حملة ضد مؤسسة الأزهر المصرية، على خلفية إعلان أحد علمائها عن مواقف مناهضة لمقترح الرئيس التونسي بإقرار المساواة في الميراث بين المرأة و الرجل.

 


وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، محمود مهنا، في تصريحات نقلتها جريدة الشروق المصرية، إلى أن “الذي شرع الميراث هو ملك الملوك وهو الله، وبلغنا هذا التشريع الرسول، ولا يجوز لتونس ولا لرئيسها ولا للعالم كله، أن يشرع أو يبتدع في دين الله”.

 


وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعًا على مواقع “السوشيال ميديا” في تونس، بين من اعتبرها “تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية التونسية”، وبين من يرى فيها “قراءة منطقية لمؤسسة دينية في مثل هذا النوع من القضايا”.

 


ودعا تونسيون شيوخ الأزهر إلى “الاهتمام بشؤون بلادهم الداخلية، والعمل على القضايا التي تتعلق بالمرأة المصرية”.وأشار آخرون إلى أن تونس تمتلك مؤسسات دينية قادرة على حسم هذا الجدل المجتمعي، غلى غرار الزيتونة.فيما ساند قسم آخر مقترحات المسؤول بمؤسسة الأزهر، في قضية المساواة في الميراث.

 


و تصادف هذا الجدل القائم و الواقع في تونس بين مظاهرات ومظاهرات مضادة لدعم فكرة المساواة في الميراث أو رفضها و الذي إنتقلت أصداءه إلى كل دول العالم،مع ذكرى ميلاد محمد الخضر حسين الــــ142 و هو أحد مشايخ الأزهر الشريف و بالرغم من ولادته بتونس و تحديدًا بمدينة نفطة يوم 16 أوت 1876 من أصول جزائرية، فأبوه من عائلة “العمري” من قرية “طولقة” بمدينة “بسكرة” الجزائرية، وأمه من “وادي سوف” بالجزائر.،إلا أن هناك نزاع حاد و محتدم بين الجزائر و تونس حول جنسية هذا الإمام الفاضل،فهل هو تونسي أم جزائري أم هو تونسي-جزائري؟ام له جنسية أخرى؟.

 


لقد تناوب على مشيخة الأزهر الشريف نحو 48 إمامًا بداية من الإمام محمد الخرشى وصولاً إلى الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، أغلبهم إن لم يكونوا جميعًا من المصريين، لكن هناك عرب أصبحوا فى منصب الإمام الأكبر ليتولوا شؤون الأزهر الشريف، وبالتحديد من الجزائر و تونس وهو الشيخ محمد الخضر حسين الإمام التاسع والثلاثون للأزهر الشريف.

 


ومحمد الخضر حسين (1876م – 1958) هو عالم دين جزائرى (تونسى المولد)، تولى مشيخة الأزهر من 1952 – 1954، تحل اليوم الذكرى الـ142، على ميلاده إذ ولد في أوت 1876، ورحل عن عمر ناهز 81 عامًا في 28 فيفري من عام 1958. ودفن بجوار صديقه أحمد تيمور باشا بوصية منه بمصر، ونعاه العلامة محمد علي النجار بقوله: “إن الشيخ اجتمع فيه من الفضائل ما لم يجتمع في غيره إلا في النّدْرَى، فقد كان عالما ضليعا بأحوال المجتمع ومراميه، لا يشذ عنه مقاصد الناس ومعاقد شئونهم، حفيظا على العروبة والدين، يردّ ما يوجه إليهما وما يصدر من الأفكار منابذًا لهما، قوي الحجة، حسن الجدال، عف اللسان والقلم …”.

 


و حتى جريدة “اليوم السابع” المصرية إختلطت عليها الأمور فكتبت على موقعها الإلكتروني مقالين مختلفين حول الشيخ محمد الحضر الحسين في عامين متتالين ففي مقالها للعام الماضي 2017 كتبت مقال بعنوان “فى ذكرى ميلاده.. تعرف على شيخ الأزهر التونسى الذى هاجم طه حسين”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد