المحرر الرباط
رسالة واضحة تلك التي وجهها جلالة الملك لعزيز أخنوش، و هو جالس في حضرته يستمع لخطاب دورة أكتوبر بالبرلمان، في شقه المتعلق بالمجال الفلاحي، حيث لمح جلالته الى أن ما قام به الوزير المذكور غير كافي، و في بعض الاحيان غير صالح بثاتا ولا يتوافق و السياسية الملكية الرامية الى تقليص الفوارق الاجتماعية، و النهوض بأوضاع الطبقة الكادحة.
و إذا كان الوزير الملياردير، بحكم ثرائه الفاحش، لا يستمع لصرخة الفقراء بالعالم القروي، فقد تجاوزت صيحات هؤلاء وزارة الفلاحة، و سمعها حكماء القصر الملكي الذين أوصلوا الرسالة بكل أمانة لجلالة الملك، و الذي أشار اليها بدوره في خطابه اليوم، مطالبا بالاعتماء بصغار الفقراء الذين يعيشون بفضل المطر لا اقل ولا أكثر.
ما معنى أن يظل عزيز أخنوش على رأس وزارة الفلاحة لمدة عشرة سنوات، ولازال ابناء الفلاحين الصغار يهجرون دواويرهم مرغمين، بحثا عن لقمة العيش بالمدن الكبرى، حيث يخضون بعرباتهم معارك الكر و الفر مع السلطة المحلية، بينما يواصل كبار الاقطاعيين مراكمة الاموال المحصلة من محاصيل تدعمها وزارة الفلاحة الاكثر انفتاحا على اصحاب الضيعات الفلاحية الضخمة.
السؤال الذي يطرح نفسه، هو ما إذا كان عزيز أخنوش قد التقط الاشارة أم أن دار لقمان ستبقى على حالها حتى مغادرته لهذه الوزارة التي أصبحت مستعمرة أخنوشية.