بين نفاق النواب و خوفهم ضاع البرلمان المغربي

شارك هذا المقال

المحرر الرباط

 

لا يختلف اثنان حول المسؤولية الجسيمة لعزيز اخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في وفاة راع غنم وسط الثلوج بجبل بويبلان بإقليم تازة.

 

و لا يمكن لأي كان أن ينكر بأن وزير الفلاحة، و بالاضافة الى استحواذه على صندوق تنمية العالم القروي، فانه يستحوذ على تقسيم غلة المغرب الاخضر على الاقاليم و المناطق، و التي لو أن الفقيد نال حصته منها لما تجمد تحت الثلوج.

 

و لان برلمانيينا المحترمين، يعكسون صورة الحكرة في أبهى حللها، و ينقسمون بين من يخاف الوزير الملياردير، و من يتوقع قيادته للحكومة، فان هؤلاء لم يجدوا سوى وزير النقل والتجهيز واللوجستيك، عبد القادر اعمارة، لمحاصرته بالاسئلة حول واقعة بويبلان.

 

و نتساءل عن الاسباب التي حالت دون استدعاء عزيز اخنوش الى البرلمان، من اجل مساءلته حول نصيب المنطقة المذكورة، من صندوق تنمية العالم القروي، و من ميزانية مخطط المغرب الاخضر، الذي من المفروض ان يساهم في تعزيز البنيات التحتية للفلاحين، و أن يحفظ المناطق الرعوية من غضب الطبيعة.

 

و عندما نتحدث عن صندوق يلتهم عشرات الملايير من الدراهم، لتنمية العالم القروي، ولازال ساكنة هذه المناطق تموت محاصرة بالثلوج، فان الامر يحتاج الى كثير من التدقيق و البحث، على الاقل من أجل معرفة مال الاموال التي ضخت في صندوق منذ انشائه، أو منذ ان فاز أخنوش بمهمة تدبيره.

 

ما سبق ذكره يحيلنا على كتاب مسار الثقة الذي تكلف مكتب دراسات بانجازه مقابل مئات الملايين من السنتيمات، بينما تكلف الاحرار فقط، بالترويج له، علما أن عددا كبيرا من بينهم لم يقرؤوه حتى، و يدفعنا الى التساؤل عما اذا كان عزيز اخنوش باستطاعته قيادة حكومة الدولة، أم أن الاسقاط يصح على وزارته.

 

و مهما اختلفنا حول قدرة عزيز اخنوش على انتزاع الحكومة من الاسلاميين، من عدمها، فان شرح الواضحات من المفضحات، خصوصا عندما يتعلق الامر برجل ناجح الى أبعد مستوى في الرقي باستثماراته و مشاريعه، بينما لازالت الوزارة التي يسيرها تتخبط في الاختلالات التي لا تعد ولا تحصى، و الفشل الذي أصبح واقعا ملموسا استدعى تدخلا ملكيا بعدما أزكمت رائحته الانوف.

 

عزيز اخنوش الذي نجح في تدبير كل شيء، “مشاريعه، الاعلام، نواب الامة، النشاطات الحزبية…”، لم يستطع للاسف اظهار حسن النية للمغاربة، من خلال ادائه الوزاري، و حتى المخطط الذي ظل يتحجج به من اجل الاقتراض من جميع المؤسسة المالية الوطنية و الدولية، و يعرض “الصينية” في اطار “عونوا الفريق”، لم يعطي اي نتائج تذكر، بقدر ما تسبب للمملكة في الافلاس، لا على مستوى القروض التي تورطت فيها، ولا اموال المنتجات الفلاحية التي صدرت للخارج و لم تدخل المغرب.

 

و ان كان لاي فريق برلماني يرى انه فعلا مستقل، الجرأة في مناقشة خبايا الامور، فليستدعي عزيز اخنوش لمساءلته عن صندوق العالم القروي الذي لم يحل دون وفاة راع تازة محاصرا بالثلوج.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد