المحررـ ومع
أشرف الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، على وضع الحجر الأساس لمحطة جوية جديدة بمطار الرباط سلا، قبل أن يعطي انطلاقة أول طائرة من الجيل الجديد من طائرات الخطوط الملكية المغربية، وهي من طراز بوينغ 9-787 دريملاينر، التي اقتنتها الخطوط الملكية المغربية مؤخرا.
وتأتي توسعة مطار الرباط سلا، هذا المشروع الهيكلي، بهدف مواكبة النمو المتزايد لحركة المسافرين والطفرة السوسيو اقتصادية التي تعرفها جهة الرباط سلا القنيطرة، والذي يتطلب استثمارات تقدر بـ1,641 مليار درهم.
وسيمكن المشروع، الذي ينسجم تمام الإنسجام مع أهداف برنامج “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”، وتعزيز الوجهة السياحية للعاصمة، من رفع الطاقة الاستيعابية السنوية للمطار إلى 4 ملايين مسافر عوض 1,5 مليون حاليا.
كما ستعود هذه المنشأة الجديدة بالنفع على مدينة القنيطرة المجاورة، باعتبارها أرضية صناعية ومركزا مهما لفرص الشغل، من خلال منطقتها الحرة التي تستقبل مجموعات صناعية مرموقة.
وسيهم مشروع توسيع مطار الرباط -سلا، الذي يشكل جزءا مندمجا من استراتيجية التنمية للمكتب الوطني للمطارات، تشييد محطة جوية جديدة على مساحة تناهز 69 ألف متر مربع، وتوسعة موقف الطائرات (6 مراكز إضافية)، مع تهيئة مسالك طرقية للربط بالمدرج، وموقفا للسيارات على مستويين بطاقة استيعابية تقدر بـ1300 سيارة.
واستجابة لحاجيات وانتظارات المسافرين المغاربة والأجانب، سيتم تزويد المحطة الجوية الجديدة بتجهيزات تكنولوجية حديثة، تلائم المعايير الدولية في مجالات السلامة والأمن وجودة الخدمات، وبتصميم هندسي يسمح بتدبير أمثل للفضاءات من أجل تنقل سلس للمسافرين.
وستشتمل المحطة الجوية الجديدة، أيضا، على بهو عمومي يضم فضاء لعرض نماذج الطائرات، وقاعة لإجراءات التسجيل الخاص بالمسافرين والأمتعة، وفضاء لإجراءات مراقبة الولوج، وقاعة لتسليم الأمتعة، وفضاء مخصص لمراقبة الجوازات عند الوصول، ومسلكين أحمر وأخضر لإجراءات المراقبة الجمركية عند الوصول.
كما ستحتوي المحطة على ستة ممرات تيليسكوبية للصعود والنزول من الطائرة، وعلى فضاء تجاري منجز حسب التصميم الجديد “وولك ثرو”، وكذا فضاءات لخدمات المطعمة والاستراحة.
وفي إطار احترام البيئة ومبادئ الاستدامة، سيدمج هذا المشروع، الممول من الاعتمادات الخاصة بالمكتب الوطني للمطارات (596 مليون درهم)، والبنك الإفريقي للتنمية (825 مليون درهم)، والوكالة الفرنسية للتنمية (220 مليون درهم)، في تصميمه تقنيات مبتكرة لضبط الحرارة داخل الفضاءات، وتثمين الإضاءة الطبيعية، والاقتصاد في استهلاك الماء.
ويأتي إطلاق الملك لمشروع بناء هذه المحطة الجوية الجديدة لتعزيز المكانة الدولية التي يحظى بها مطار الرباط سلا، الذي عرف حركة نقل مهمة خلال السنوات الأخيرة، مع معدل تطور سنوي يبلغ 14,03 بالمائة مابين 2007 و2017.
إثر ذلك، أعطى الملك انطلاقة أول طائرة من الجيل الجديد من طائرات الخطوط الملكية المغربية، بوينغ 9-787 دريملاينر، التي اقتنتها الشركة مؤخرا .
وبهذه المناسبة، قدم الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية عبد الحميد عدو، للملك محمد السادس هدية رمزية.
وتنضاف أول طائرة بوينغ 9-787 هاته، التي قدمت الشركة الوطنية بشأنها طلبية، الأكبر حجما والأكثر فاعلية، إلى الخمس طائرات بوينغ 8-787، التي تستغلها الخطوط الملكية المغربية، مما سيمكن هذه الأخيرة من توفير رحلات جوية نحو وجهات جديدة عبر رحلة مباشرة، وبذلك تعزز شبكة “لارام” التي تشمل أزيد من 90 وجهة دولية.
ويفوق طول طائرة البوينغ 9-787 نظيرتها 8-787 بستة أمتار، وتبلغ طاقتها الاستيعابية 302 مسافر (بأكثر من 28 مقعد مقارنة مع بوينغ 8-787)، كما يمكنها الطيران على مسافة تتجاوز 14 ألف و140 كيلومتر بنظام نموذجي من مستويين.
وستمكن هذه القدرة الإضافية الخطوط الملكية المغربية من توسيع مجال عملها، مع تحسين الربحية الخاصة بخطوطها، لاسيما بفضل النجاعة الطاقية لهذه الطائرة، مع تقليص استهلاك البنزين وانبعاثات الكربون بنسبة 25 في المائة مقارنة مع الطائرات الأخرى طويلة المدى.