المحرر الرباط
شكلت صورة للملك محمد السادس و هو يتلقى حقنة المصل المضاد لفيروس كورونا، مادة دسمة تداولها الفايسبوكيون المغاربة على نطاق واسع، و خلفت تعاليق عبر من خلالها هؤلاء عن تثمينهم لهاته المبادرة الملكية الاي و إن دلت على شيء فإنما تدل على الملكية المواطنة التي تجعل الاسرة الحاكمة في بلادنا، تتساوى مع افراد الشعب المغربي فيما يتعلق بمجموعة من الامور.
ظهور الملك في تلك الصورة المعبرة، و هو يتلقى نفس الحقنة التي سيتلقاها بعده التاجر و الحرفي و الموظف و العاطل عن العمل… لأكبر دليل على أن جلالته قد بدل مجهودا كبيرا لأجل توفير لقاح في المستوى للشعب المغربي، بل و أن توفيره لعموم المواطنين بالمجان يعكس حجم الاهتمام الذي يوليه لرعاياه مهما اختلفت انتماءاتهم الثقافية و الاجتماعية.
الحاكم المواطن، هو من يكون سباقا لمختلف المبادرات الوطنية و الاجتماعية، و هو من لا يترك فرصة للتعبير عن اهتمامه بصحة المواطن، و وضعها في نفس الخانة التي يوجد فيها الامير و الوزير و المسؤول الحكومي، أما الحاكم الانسان فهو الذي يحمل هم التكاليف المادية للمواطن على عاتقه، فيجعل الاولوية للقدرة الشرائية للمواطن، و هو ما تجسد في قرار الملك محمد السادس جعل تلقيح المواطن ضد كورونا بالمجان.
صفتان ليست هاته المرة الاولى التي نلامسهما في ملكنا، بل سبقتهما مناسبات لا تعد ولا تحصى، ظهر فيها محمد السادس في جبة الانسان المتواضع تارة، وفي جبة الملك المواطن السباق الى المبادرات الوطنية تارة أخرى، و لعل المواطن يتذكر كيف انحنى لتقبيل رأس المرحوم عبد الرحمان اليوسفي و هو على فراش المرض، و كم مرة تكلف بعلاج حالات مرضية من ماله الخاص و بشكل تلقائي فاجأ حتى كبار المسؤولين في الدولة.
إن ما يميزنا عن عدد كبير من شعوب العالم، هو ما حبانا به الله من نعم و بركات، من بينها الامن و الاستقرار الذان يشجعان على تكرار مثل هاته المبادرات، و يجعلان الدفئ يسود بين المجتمع و الحاكم الذي مافتئ يضاعف من مجهوداته كي تبقى لحمة العرش و الشعب متماسكة في علاقة يسودها الحب و الاحترام و يحكمها ميثاق البيعة الذي اوصلنا الى مانحن عليه اليوم من تقدم و ازدهار ….