المحرر الرباط
شكلت التصريحات التي أدلى بها ناصر بوريطة بخصوص علاقات بلادنا مع المملكة الاسبانية، الحدث على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وحلفت ملايين التعليقات المؤيدة لموقف الدولة المغربية من قضية استضافة جارتها الشمالية لزعيم جماعة البوليساريو باسم مستعار، مشهد يحيلنا على المافيات و كبريات المنظمات الاجرامية على المستوى الدولي.
تصريحات الوزير المغربي في الخارجية، تجعلنا نقف اجلالا و احتراما لصناع القرار في بلادنا، و نثمن عاليا القرارات التاريخبة التي اتخدت على ضوء واقعة بنبطوش، و كيف أن المغرب قد انتقل من البلد الذي يرد على الاساءة بالمعاملة الطيبة، الى دولة بمواقف واضحة و صريحة، ترفض الازدواجية في المواقف و الخطابات، و لا تتودد لأي كيان يسعى الى المس بوحدتها الترابية مهما بلغ في القوة من درجة.
و يرى العديد من المتابعين، أن سياسة التسامح التي لطالما نهجها المغرب في تعاملاته الدولية، قد جعلت البعض يعتقد أن المغاربة ليس لهم أسنان تعض من عضهم، و شجعت العديد من الدول على انتهاك الحرمات و التطاول على المقدسات، بالرغم من أن مصالحها العليا مرتبطة بعلاقاتها مع المملكة المغربية، و لهدا فقد كان على المغرب أن تصرف بالمثل في أكثر من مناسبة غلب طابع العقل فيها و تنازل عن حقه حفاظا على سمعته، غير أن هناك من لا يقدر ذلك ولا يعير له أدنو اهتمام.
و يكفي ما يقدمه المغرب من خدمات على مستوى محاربة الهجرة و التهريب، لفائدة اوروبا بأكملها، و كيف أنه يتحمل تبعات استضافة الالاف من المهاجرين الافارقة، كي لا يعبروا الى الضفة الاخرى، حتى يكون لاسبانيا موقف مغاير تماما لمواقفها الرعناء، و هنا نتساءل عن نتائج تخلي المغرب عن دور الدركي على المستوى الاروبي، و ماذا لو تسلل بضعة ارهابيين ضمن من يهاجرون يوميا نحو سبتة، و منها نحو دول أخرى تنعم بالسلام و الامن؟ ألن تكون اسيانيا مسؤولة عن هذه الواقعة الكفيلة بوقوع حمام دم لا قدر الله؟
توقيف المغرب لتعاونه الامني مع الاسبان، سيكون له تبعات خطيرة، قد تمتد الى مختلف بقاع القارة العجوز، و لن يتمكن جيراننا الشماليين بسببه، من الحصول على المعلومات التي ظلت تساهم باستمرار في افشال الكوارث قبل وقوعها، و هنا فإن السلطات الاسبانية لن تنذنب فقط في حق مواطنيها، و انما سيكون لتصرفاتها عواقب وخيمة على الجيران كذلك.