المحرر الرباط
من كان يعتقد بأن اسبانيا قد خدلت المغرب في قضية بنبطوش، فهو واهم، و إذا كان المغرب قد احتج على تلك الواقعة المعلومة، فإنما احتجاجه قد كان بسبب موقف اسبانيا التي خططت مع اعدائه بينما كانت تظهر له الود و لطالما حافظت على لهجة مغايرة تماما لفعلها هذا.
اسبانيا و إن خططت مع أغبى مخابرات في العالم لأجل نقل زعيم الجبهة الى اراضيها، الا انها قد أعطت للمغرب ضربة جزاء في آخر دقيقة، سيكشف من خلالها أن الامر يتعلق فعلا بزعيم عصابة و ليس رئيس دولة كما تدعي الجزائر.
من يغير هويته لدخول دولة ما، لا يمكن أن يكون رئيس دولة، و هذه الاساليب تستعملها المافيات، أو تساهم فيها الدول التي تتعامل مع العصابات الاجرامية، و لو أن غالي رئيسا لدولة كما يزعم، لما اضطر لتغيير هويته لممارسة أبسط حقوقه في التنقل و الاستشفاء.
العديد من الدول تشهد حركات انفصالية و منها الجزائر نفسها، لكننا لم نسمع قط بواحد من زعماء هاته الحركات قد غادر بلد نحو آخر باستعمال جواز سفر مزور، بل و حتى فرحات مهني زعيم حركة الحكم الذاتي القبايلية التي لا تعترف بها أية دولة لم يسبق له و أن غير هويته من أجل دخول دولة ما.
العالم اليوم، أمام واقعة غريبة و عجيبة، تتمثل في خرق سافر للقوانين و تزوير للهوية، لفائدة شخص تدعي الجزائر أنه رئيس دولة، و لم يتعالج في دولته المزعومة و لا في حاضنتها و اضطروا لتغيير هويته كي يتمكنوا من تسفيره كأي شحنة مخدرات أو حاوية ملابس مستعملة لا يجب نقلها في الضوء.
و حتى و إن تحققت احلام الجزائر و من يدور في فلكها، و تمكنوا من انتزاع مكان لجمهورية الخيام البالية بيضعون فيه خرقتهم، فإن نكتة نقل زعيمها بهوية مزورة، ستطاردهم الى ما لا نهاية و سيبقى بنبطوش، أول رئيس يتنقل بين الدول بهويات مزورة.