المحرر الرباط
أثارت قضية برنامج بيغاسوس، الذي اتهم المغرب باستعماله في التجسس، الكثير من اللغط، و فجرت نقاشا ساخنا بين المدافعين عن المملكة و من يعزز الاتهامات التي وجهتها لها منظمة أمنيستي المعروفة بعدائها للمملكة، و التي ظلت منذ سنوات تنتهز الفرص كبيرة و صغيرة من أجل الضرب في بلادنا و تبخيس عمل مؤسساتها و خصوصا المؤسسات الامنية بجميع تلاوينها.
الحقيقة هنا، هو أن المغرب متورط فعلا في برنامج بيغاسوس، و لا يمكنه بأي حال من الاحوال أن ينفي ذلك، أو أن يدعي براءته من هذه البرامج التي وجدت للتجسس، ولا يمكن لأي كان أن ينكر تورط المغرب في برنامج يدعى عمر بيغاسوس، و المعطي بيغاسوس، و خديجة بيغاسوس، بل أن من بين تلك البرامج يوجد هناك أنواع جد متطورة كبرنامج أمينتو بيغاسوس و سلطانة بيغاسوس و القائمة طويلة…
إن كانت هناك جهة قد تضررت فعلا من التجسس، فلا يمكن أن تكون أكثر تضررا من المملكة المغربية، التي تورطت في كل تلك البرامج الخادمة للجوسسة لفائدة دول لا تعد ولا تحصى، و مع ذلك ظلت الدولة المغربية ملتزمة بهدوئها ولم تخرج ببلاغ تتهم فيه دولة من الدول بالتجسس عليها كما فعلت الجهات إياها عن طريق منظمة أمنيستي المستعدة لأعطاء فمها لمن يدفع أكثر كي يأكل به الثوم.
بيغاسوس ليس هو ذلك البرنامج الذي تم الترويج له مؤخرا، بكونه وسيلة تستعمل للتجسس على هواتف الاشخاص بمحترمهم و تافههم، بل هو انسان يتنفس الهواء و يأكل من خشاش الارض، قبل على نفسه الذل و الهوان، و باع شرفه و وطنه مقابل ملايين الدراهم التي يتلاقاها من الخارج، تحت ذرائع متعددة، و قد نختلف كثيرا حول خطورة المعطي بيغاسوس التي تفوق خطورة البرنامج الاسرائيلي بسنوات ضوئية.
برامج بيغاسوس التي يتورط فيها المغرب، هي عبارة عن أذمغة تمت معالجتها على مستويات استخباراتية متعددة، و تم اعدادها للتجسس على وطن بمؤسساته و مجتمعه، تقدم تقارير مفصلة عن ميادين تستخدمها الجهات المستفيدة من العرض في مخططاتها المعادية لامن بلادنا، و إن كان المغرب مرغم على التخلي عن بيغاسوس، فلا يوجد هناك أخطر من الاسماء التي ظلت تتجسس عليه و ظل يعاملها بمنطق المساواة مع مواطنين مخلصين له، أما البرنامج الاسرائيلي، فاسرائيل هي الاقرب لاستعماله من المغرب و غيره من الدول … و الله أعلم.