استغربت أسرة بن بركة، اتهام الراحل المهدي بن بركة بالجاسوسية والعمالة بناء على وثائق تعود للاستخبارات التشيكوسلوفاكية.
وقالت الأسرة في بيان موقع من طرف البشير بن بركة نجل الزعيم الإشتراكي الراحل إنها “مصدومة ومستاءة” من هذه “الاكتشافات الزائفة” ‘ و “الملفقة دون اتخاذ مسافة من الأحداث أو تحليل للأوضاع والسياق التاريخي والسياسي” .
وأكد البيان أنه “انطلاقا من الأرشيف الذي أماطت عنه المخابرات التشيكوسلوفاكية مؤخرا، يدعي جان كورا، دون اتخاذ مسافة من الأحداث، أن المهدي بن بركة استغل لفائدة هذه المخابرات وتلقى عمولات مقابل هذا التعاون” .
وبحسب ذات البيان فقد أغفل كورا، أن هذه “مادة خام” أنتجت وحررت داخل أجهزة المخابرات، وقد تكون محرفة أو غير مكتملة، لكنها تبقى موضوع شك” .
وأضاف نجل بن بركة أن مقال صحيفة “الأوبزرفر” يتبع “نفس المنطق دون تحقق من المعلومات، ولا يأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي أدليت بها عندما تواصل معي الصحفي حول مقال جان كورا” .
وتساءل البشير بن بركة قائلا : “في غياب الأدلة المادية، هل ينبغي لنا أن نصدق كلام مؤلفي هذه المقالات عندما يدلون بمثل الادعاءات السخيفة حول زعيم الحركة الأفرو-آسيوية، الناشط التقدمي؟ لتصديقهم، كان من الممكن أن يصبح المهدي بن بركة عميلا للمخابرات التشيكوسلوفاكية يتلاعب به سكرتير ثان للسفارة في باريس” .
“وفيما يتعلق باللقاء بين المهدي بن بركة والعميل التشيكوسلوفاكي (الذي ربما يكون عرضيا)، في باريس، سنة 1960، فقد أثار اهتمام القيادة التشيكوسلوفاكية بالتأكيد، لأنهم كانوا على علم بالمكانة المهمة لبن بركة التي يشغلها في العالم الثالث. لقد رأوا في ذلك فرصة لإجراء تحليل مناسب للوضع الدولي وطلبوا من عميلهم تتبعه. من ناحية أخرى، من الواضح أن المهدي بن بركة لم يكن على دراية كاملة بالوظيفة الحقيقة لـ ‘MOTL’ (مستشار في السفارة رسميا)” . يقول ابن بن بركة.
وأضاف نجل بن بركة أن “جان كورا أهمل تماما السياق الجيوسياسي للفترة المعنية. كانت براغ مقرا للمنظمات الدولية التقدمية (الاتحاد العالمي لنقابات العمال، الاتحاد العالمي للطلبة.. إلخ)، حيث كان من اللازم على القادة السياسيين للمنظمات الدولية، مثل منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، المرور عبرها من أجل الوصول إلى العواصم الإفريقية، الآسيوية، وكوبا” ، مشيرا إلى أنه “من وجهة نظر عملية بحتة، فقد تم دفع ثمن تذاكر السفر وتكاليف السفر من طرف مالية هذه المنظمات أو لجان التضامن المحلية، التي كانت بمثابة وسيط للمساعدة المالية الدولية للمعسكر الاشتراكي” .
وأوضح بيان أسرة بن بركة أن “المهدي بن بركة كان عضوا في سكرتارية منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، ونائب رئيس لجنة صندوق التضامن المسؤولة عن جمع المساعدات المالية لحركات التحرر الوطني لدول العالم الثالث، ورئيسا مقبلا للجنة التحضيرية لمؤتمر تضامن الشعوب أو ما يعرف بـ ‘مؤتمر القارات الثلاث’ ، لهذا كان يسافر بشكل منتظم إلى آسيا وإفريقيا وكوبا وأمريكا اللاتينية. وتم تقديم مساعدات عن طريق تشيكوسلوفاكيا من أجل دعم العمل السياسي للقوى التقدمية” .
ويضيف البيان أنه “ونظرا لأهمية براغ، فقد توجه المهدي بن بركة، السياسي البارز والناشط من العالم الثالث، إلى هناك بانتظام خلال رحلاته. ولن يكون من الغريب إذا انتهز المسؤولون التشيكيون الفرصة للقائه. لم يتردد بن بركة في مشاركة تحليله السياسي للوضع الدولي (وهذا واضح من خلال ‘التقارير’ التي يُزعم أنها قدمها)، وفي هذا السياق، لم يقدم بن بركة أي معلومات ‘حساسة’ خارج سياق التحليل السياسي” .