ذكرت تقارير إعلامية أن المغرب أعطى موافقته لألمانيا لتعيين سفير جديد لبرلين لدى الرباط، وذلك بعد أشهر من توتر العلاقات والفراغ الدبلوماسي بين البلدين.
وتحسنت العلاقات بين الرباط وبرلين مؤخرا، وأعلن بلاغ للديوان الملكي المغربي الأسبوع المنصرم أن الملك محمد السادس قد تلقى رسالة من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وأشادت ألمانيا في الرسالة بالإصلاحات الواسعة التي تم إطلاقها تحت قيادة جلالة الملك” محمد السادس، واعتبرت مبادرة الحكم الذاتي ك”أساس جيد” لتسوية قضية الصحراء المغربية، معبرة عن “امتنانها للانخراط الفعال لصاحب الجلالة من أجل عملية السلام بليبيا”.
و أكد رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية أن “المغرب قام تحت قيادتكم بإصلاحات واسعة”، مذكرا ب”دعم ألمانيا المستمر والقوي للتطور الرائع للمغرب”.
وأضاف الرئيس الألماني “أثمن عاليا مبادراتكم المبتكرة في مكافحة التغير المناخي وفي مجال التحول الطاقي”، مبرزا أنه “بفضل التطور الديناميكي لبلدكم، أصبح المغرب موقعا مهما للاستثمار بالنسبة للمقاولات الألمانية بافريقيا”.
وفي هذا السياق، وجه الرئيس شتاينماير دعوة إلى صاحب الجلالة للقيام بـ “زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد السيد شتاينماير في رسالته إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن ألمانيا “تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قُدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل الى اتفاق” لهذا النزاع الاقليمي.
كما ذكر “بدعم بلاده، منذ سنوات عديدة، لمسلسل الأمم المتحدة من أجل حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كافة الأطراف”.
وحرص الرئيس الألماني في رسالته إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على إبراز الدور المهم للمملكة على المستوى الإقليمي. وأكد الرئيس شتاينماير في هذا الصدد: “أشيد بالمساهمة الكبيرة لبلدكم من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة”.
وفي هذا الإطار، سجل “الالتزام المتفرد للمغرب في مجال محاربة الإرهاب الدولي، وهو أمر ضروري بالنسبة لبلادي (ألمانيا) وأمنها”.
وأكد الرئيس الألماني “نعتبر، أيضا، النموذج المغربي لتكوين الأئمة بمثابة عنصر واعد من شأنه القضاء على التطرف”.
وخلص الرئيس الألماني في رسالته إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، “إن بلدي وأنا شخصيا، ممتنون لكم للغاية على انخراطكم الفعال من أجل مسلسل السلام في ليبيا”. ”
ويوم الجمعة رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية إيفي بالإجراءات التي اتخذتها الدولتان لضمان إنهاء الأزمة الدبلوماسية، وقال إن الحوار يبقى الوسيلة المناسبة “لتوضيح الآمال المتبادلة”. وأعرب عن أمله في أن توافق السلطات المغربية “على تعيين سفير ألماني جديد”.
وللتذكير ، شدد نائب وزير الخارجية السابق نيلز أنين، في نوفمبر الماضي، على أن “المغرب وضع حدا للعلاقات الطبيعية بين الدول. لا يكاد يوجد أي اتصال والسفير الألماني المقترح ينتظر موافقة السلطات المغربية منذ خمسة أشهر. إنه نهج غير عادي بين الدول الصديقة”، وكانت المملكة قد استدعت في ماي الماضي سفيرها للتشاور.