ترتفع الأصوات الموريتانية المطالبة بسحب الإعتراف بجبهة البوليساريو الإنفصالية خلال الآونة الأخيرة.
وآخر هذه الأصوات الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني؛ محمد أُفو، الذي اعتبر في تدوينة على حسابه في الفيسبوك أن استمرار موريتانيا في “الإعتراف بدولة الصحراء الغربية هو تغريد خارج سرب الحلفاء والمجتمع الدولي”.
وأشار المحلل السياسي الموريتاني إلى أنه “مع الوقت يزداد عبؤه الدبلوماسي” واعتبره خطأ سياسي موريتاني فادح.
وأوضخ أُفو،أنه “قد أصبح من المناسب أن تخطط لمخرج من هذا الإعتراف الذي حدث في ظروف غامضة دون علم الشعب ولا رئيس الدولة آنذاك”، قبل أن يختم تدوينته بـ”هاشتاغ” اسحبوا الإعتراف، لأنه “لا وجود لكيان بين موريتانيا والمغرب”.
يشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تعترف منذ الثمانينات بالبوليساريو، إلا أن هذا الاعتراف الرسمي لم يتطور إلى سفارة أو تمثيلية ديبلوماسية قارة للبوليساريو في موريتانيا.
وكانت تقارير إعلامية موريتانية قد توقعت أن تسحب الجمهورية الإسلامية الموريتانية إعترافها بالجبهة الإنفصالية، قبل انتهاء المأمورية الرئاسية الحالية للرئيس ولد الغزواني.
وأشارت صحيفة أنباء أنفو الموريتانية شهر فبراير من العام المنصرم، أن القرار “سيستند في تقديمه على مرجعية الأمم المتحدة التي لا تعترف بالجمهورية التي أعلنتها البوليساريو، وقرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة حول القضية التي حددت الحلول في ثلاث نقاط هي الواقعية والتوافق والرغبة في التسوية”.
ونقلت الصحفية عن مصادرها أن جميع الحكومات التي توالت بعد حكومة الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة، الموالي لجبهة البوليساريو، لم تكن راضية عن أصلا عن قرار الاعتراف الذى وجدته أمامها لكنها كانت تخشى أن يتسبب التراجع عنه في ردَّات فعل من البوليساريو بدعم عسكري جزائري، والجيش الموريتاني لم يكن آنذاك مجهزا عسكريا لمواجهتها.
وأضافت الصحيفة “موريتانيا عام 2021 ليست هي موريتانيا عام 1978، لقد أصبحت دولة قوية على المستوى الإقليمي وتم تصنيف مستوى تسلح جيشها الوطني في مقدمة جيوش القارة بعد أن كان في الفترة المذكورة خارج دائرة التصنيف”، وتابعت “موريتانيا التي أصبحت قوة عسكرية في منطقة الساحل الإفريقي، قادرة على اتخاذ القرار التاريخي الذي يخدم مصالحها الجيوسياسية الاستراتيجية ومصالح استقرار وأمن المنطقة بأسرها بعيدا عن الضغوط وهيمنة الخوف “.