أشاد التيجانيون المجتمعون في كوت ديفوار بالالتزام الدائم للملك محمد السادس، أمير المؤمنين، من أجل وحدة الطريقة التيجانية، داعين إلى التنظيم الدوري لمنتدى فاس الدولي.
جاء ذلك في الإعلان الرسمي لأبيدجان، الذي صادق عليه جميع الخلفاء التيجانيين المشاركين في النسخة الثانية من “الوظيفة”، حيث رحبوا بالالتزام الدائم للملك محمد السادس، أمير المؤمنين، من أجل وحدة الطريقة التيجانية”، وطالبوا “بالتنظيم الدوري للمنتدى الدولي لفاس”.
وأكد المشاركون أنهم “مدركون للتهديدات الداخلية والخارجية لهويتنا وممارستنا الروحية، بل وحتى وجودنا المادي”، وعبروا عن دعمهم لـ “إعلان السلام”، الموسوم باسم “إعلان أبيدجان” الذي تم اعتماده في نهاية أعمال الندوة الدولية حول الحوار بين الأديان التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الفترة من 23 إلى 25 فبراير الجاري في أبيدجان، موجهين نداء “رسميا لجميع فروع الطريقة التيجانية في إفريقيا لاحترام قيم التسامح، والأخوة والانفتاح على الآخر”. وفي نهاية الوظيفة، رفع الدعاء الصالح لأمير المؤمنين الملك محمد السادس.
وقد نظمت النسخة الثانية من الوظيفة بدعوة من الشيخ مصطفى صونطا، الخليفة العام للطريقة بكوت ديفوار، وتحت الرعاية الروحية لسيدي محمد الكبير التجاني، الخليفة العام للطريقة التيجانية ولعائلة سيدي أحمد التجاني الشريف بالمملكة المغربية، أيام 25 و26 و27 فبراير.
وجرت هذه النسخة من الوظيفة بحضور الخليفة العام للطريقة في كل من السنغال وغينيا كوناكري والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا وموريتانيا والسودان وتشاد وغينيا بيساو وغانا وبنين وتوغو ورواندا.
وأضاف البيان الصادر في ختام الوظيفة أن “التيجانية واحدة وغير قابلة للتجزئة، لذلك نتعهد بكسب تحدي الوحدة”، مشيرا إلى أن “هذا الالتزام يجب أن يكون مرجعه المطلق هو الشيخ أحمد التيجاني، باعتباره الشيخ الوحيد للتيجانية، ثم احترام قواعد الطريقة”.
وأكد المشاركون أيضا على “تشجيع إضفاء الطابع الرسمي على اتحاد دولي، من خلال إنشاء منظمة تضم جميع الخلفاء العامين الأفارقة، تعبيرا ملموسا على الرغبة في الاتحاد للعمل معا”.
كما طلبوا من “الشريف محمد الكبير بن أحمد التيجاني القيام بجولات توعية في جميع أنحاء إفريقيا من أجل إرساء أسس هذا الاتحاد بمساعدة جميع الزوايا”.
واقترح إعلان أبيدجان “إنشاء لجنة علمية مركزية تتولى تطوير البرامج الموجهة لتعزيز قيم الأخوة والوحدة والتطوير التربوي والروحي والمادي لمريدي التيجانية”. كما اقترح المشاركون “تشكيل لجان منتظمة لمتابعة تنفيذ البرنامج في كل دولة”.
ومن جهة أخرى، وفي بيان شكر خاص، عبر الخلفاء العامون للطريقة وممثلو الجمعيات والزوايا التيجانية الذين شاركوا في هذه النسخة الثانية من الوظيفة عن عميق شكرهم وامتنانهم لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، نصره الله، على مختلف جهوده لفائدة تعزيز قيم إسلام السلام والوسطية والعدل في إفريقيا.
وسجلوا في بيانهم أنه بـ”النظر لتشبث جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، نصره الله، بتعزيز وترسيخ قيم المحبة والسلام وإسلام الوسطية … وكذلك التزامه الدائم بوحدة الطريقة التجانية”، فإنهم “يعربون عن فائق امتنانهم وتقديرهم لجلالة الملك على دعمه الموصول في تنظيم وإنجاح هذا الحدث”.
يذكر أن تنظيم الوظيفة الثانية جاء على هامش الندوة الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والمجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بكوت ديفوار حول الحوار بين الأديان من 23 إلى 25 فبراير الجاري بأبيدجان، في موضوع: “الرسالة الخالدة للأديان”.
وقد ركزت هذه الندوة على استدامة السلام بإفريقيا وكوت ديفوار من خلال الحوار بين الأديان، وضمان استمرارية أثر الرسالة الخالدة للأديان على السلم العالمي.
وقد أبرز مختلف المتحدثين خلال الحفل الختامي أسس ومقاصد ورسالة وتوجهات الطريقة التيجانية، مؤكدين الأهمية القصوى التي تمثلها هذه القيم للإنسانية التي تطمح إلى التعايش السلمي والاحترام المتبادل، وإقامة مجتمع يسوده التسامح.
وأضافوا أن التيجانية “طبعت شعوبا إفريقية عديدة من خلال تسهيل اعتناقها للإسلام، وتوجيهها لطريق الهدى ودين الحق، بفضل شيخها سيدي أحمد التيجاني وخلفائها ومقدميها الذين ظلوا أوفياء لتعاليم الشيخ”.
كما تمت دعوة أتباع ومريدي هذه المدرسة الروحية السنية لتجنب “إدخال الطريقة في حقل ضار قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة”.
وسلط المشاركون، بهذه المناسبة، الضوء على الاهتمام الكبير والرعاية التي ما انفك يحيط بها الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، أتباع الطريقة التيجانية، متضرعين الى العلي القدير أن يحفظه ويديم عليه نعمة الصحة والعافية وطول العمر، ويتوج بالتوفيق أفعاله ومبادراته، ويقر عينه بولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بالأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما رفعت الدعوات من أجل مزيد من الازدهار والسلام في إفريقيا.