المحرر خاص
يصنف المغرب من ناحية إنتاج الفلين في الرتبة الرابعة ضمن بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط من حيث عدد مساحة الأشجار المنتجة للفلين بحوالي 350 ألف هكتار أي 6،5 بالمائة من الغابات الطبيعية بالمغرب. وتقوم غابات الفلين المغربية عبر الوكالة الوطنية للمياه والغابات بتزويد 10 وحدات صناعية لتحويل وتثمين هذا المنتوج وتصدير المواد المنتجة نحو دول أوربية. كما توفر هذه الصناعة مداخيل جد مهمة من العملة الصعبة وتساهم في توفير فرص للشغل بالعالمين القروي والحضري وذلك بتوظيف الآلاف من العمال بشكل مباشر أو غير مباشر.
إلا أن إستغلال هذه المادة في المغرب أصبح يعرف تراجعا كبير في السنوات الأخيرة حيث تعتبر الوكالة الوطنية للمياة والغابات هي المسؤولة عن جمع و بيع مادة الفلين للوحدات صناعية التي تقوم بتحويل وتثمين هذه المادة الأولية لعدد من المنتوجات التي يصدر معظمها للخارج، و قامت هذه الوحدات الصناعية في سنة 2022 برقم معاملات حوالي 19 مليون أورو من الصادرات وهو ما يشكل مساهمة قوية في واردات العملة الصعبة للمغرب.
و تعتبر صناعة الفلين بالمغرب من أقدم وأعرق الصناعات بالمغرب حيث إنطلقت هذه الصناعة بالمغرب منذ منتصف القرن الماضي. بعض أرقام صناعة الفلين بالمغرب : 800 مليون سدادات طبيعية، 600 مليون قرص، 4000 م³ لوحات للأحذية، 80 ألف م³ من لوحات الفلين الطبيعي، 30 ألف طن من الفلين المطحون الأبيض، و ألفي طن من الفلين المطحون الأسود، كما أن رقم المعاملات الإجمالي يصل لأكثر من 200 مليون درهم.
وتبلغ إحتياجات الوحدات الصناعية السنوية 240 ألف متر مكعب من الفلين، و لكن للأسف تعاني هذه الوحدات الصناعية خلال السنوات الأخيرة من تراجع إمداد الوكالة الوطنية للمياة والغابات لمادة الفلين بشكل كبير مما يؤثر بشكل مباشر على إنتاجيتها وعلى الإقتصاد الوطني ككل، وحتى من الناحية الإجتماعية حيث أصبح عدد كبير من العمال بهذه الوحدات الصناعية مهددين بفقدان عملهم، و أيضا من الجانب الإقتصادي للمملكة إذ يتم شراء هذه المادة بشكل مباشر من الوكالة الوطنية للمياة والغابات مما ينعش خزينة الدولة، كما أن ضعف تموين الوكالة الوطنية للمياه والغابات أثر بشكل كبير على تصدير المنتوج النهائي المصنوع من الفلين للخارج والتأثير على واردات العملة الصعبة.