نقلت مصالح الإسعاف تلميذا، يوم الجمعة الماضي، الى المستعجلات من داخل مركز للامتحان بمدينة تمارة، من أجل إجراء عملية جراحية مستعجلة، بسبب تداعيات صحية خطيرة ناجمة عن استعمال آلة دقيقة بالأذن، يطلق عليها الغشاشون في اختبارات البكالوريا اسم “العدسة”.
وبحسب ما أوردته صحيفة الأخبار فإن التلميذ الذي كان بصدد اجتياز اختبارات السنة أولى بكالوريا برسم دورة 2023، أحس بألم غريب، رافقه انتفاخ مخيف على مستوى الأذن، بسبب «عدسة الغش» التي كانت مثبتة بشكل سري داخل أذنه، ما دفع مسؤولي مركز الامتحان إلى الاتصال بمصالح الإسعاف من أجل نقله إلى المستعجلات وإخضاعه لجراحة بسيطة، مكنت الأطباء من استخراج آلة الغش، وإنقاذ التلميذ المرشح.
الواقعة التي استنفرت كل المسؤولين، طرحت من جديد إشكالية الغش المدرسي، وما يرافقها من تهور آلاف التلاميذ في تجاهل التداعيات الخطيرة، بسبب استعمال وزرع معدات وآليات دقيقة بالأذن، في الوقت الذي تتحمل فيه الأسر المسؤولية بشكل كبير، بسبب انخراطها في ترتيبات العملية التي تكلف مبالغ مالية مهمة قد تتجاوز 10 آلاف درهم، مقابل الحصول على «عدسة» دقيقة من السوق السوداء، وزرعها عن طريق جراحة دقيقة أيضا.
وأكدت مصادر الصحيفة أن المرشح المعني ستشمله العقوبات المعمول بها، بموجب قوانين الغش في الاختبارات التي تصل إلى حد الإقصاء من الامتحان وتكرار السنة والمتابعة. كما يرجح أن تفتح المصالح الأمنية تحقيقا من أجل تحديد مصادر هذه الآليات الصغيرة التي تمكن التلاميذ من التواصل، واستقبال الأجوبة الجاهزة من شبكات متخصصة في الغش وإعداد الأجوبة، دون أن تلتفت أجهزة المراقبة داخل المراكز لهذه الوسائل الدقيقة جدا.