المحرر الرباط
تلقى مسؤولون اسرائيليون، دعوات لزيارة المغرب، و هي مبادرات مغربية تدخل بالاساس في اطار اتفاق ابراهام الذي وقع عليه البلدان باشراف امريكي، حيث التزم البلدان بتعاون مشترك بما يليق و المصالح الاستراتيجية التي يمكنان تتمخض عن التنسيق المتبادل على مستوى مجموعة من المجالات.
التقارب المغربي الاسرائيلي، ليس وليد اللحظة، و انما يشكل امتدادا تاريخيا تتجسد فيه مجموعة من الروابط الاجتماعية و العرقية التي لطالما جعلت غالبية الاسرائيليين متمسكين بجذورهم داخل المملكة المغربية، و باعراف اجدادهم التي تلخصها مواثيق البيعة مع السلاطين العلويين طيلة قرون عاش فيها اليهود بحقوق متساوية مع المسلمين تحت راية المغرب.
و إذا كان المغاربة و الاسرائيليون سيجنون ثمار عودة الدفئ الى العلاقات المغربية الاسرائيلية، فإن فتح جميع ابواب الحوار، سيكون له نفع كبير خارج حدود البلدين، و خصوصا بمنطقة الشرق الاوسط حيث لازالت القضية الفلسطينية تشكل سببا مباشرة لمجموعة من الخلافات بين دول كثثرة، خصوصا و أن المغرب يثقن لغة الحوار في سبيل ايجاد حل للنزاعات الدولية.
التجربة التي اكتسبها المغرب من وساطته لحل الازمة الليبية، ستلعب دورا كبيرا في سعيه نحو انهاء الخلافات التي تتسبب فيها قضية القدس، و ما سيجعل الامر سهلا في هذا الاطار، هو الاحترام و التقدير الذي يحضى به جلالة الملك محمد السادس لدى دوائر القرار في كل من فلسطين و اسرائيل، حيث يعترف الاسرائيليون بامارة المؤمنين في المغرب، و يقرون بأن محمد السادس يعتبر شخصية دينية من الواجب ان تحضى بالاحترام و الوقار.
لقد حان الوقت كي يدخل العقلاء على خط القضية الفلسطينية، لاجل تقريب وجهات النظر، و جمع الدول العربية بمنطقة الشرق الاوسط على كلمة واحدة تنبذ العنصرية و التطرف و تعترف باسرائيل كدولة تفرض نفسها بالمنطقة، و من شأنها ان تساهم في نمو و ازدهار الشعوب بعيدا عن خطابات الكراهية و التطرف التي لاتزال بعض الاقليات تروج لها.
و يجمع العديد من المهتمين بالقضية الفلسطينية، على ان الملك محمد السادس، قادر على جمع جميع الاطراف على طاولة واحدة، و جعلهم يتوافقون على حلول واقعية و منطقية من شأنها أن تنهي ازمة عمرت لعقود و قد حان الوقت لانهائها، على الاقل في اطار نشر السلام و تعاليم الدين الحنيف الحقة، التي تنبذ اراقة الدماء و تحث على التعايش بين جميع الديانات.