يسارع المسؤولون بمدينة الدار البيضاء الزمن، لإعداد الترتيبات اللازمة وتسريع الأشغال ببعض الأوراش، ترقبا للزيارة الملكية للعاصمة الاقتصادية، التي من المنتظر أن يبدأها جلالته الأسبوع الجاري.
وقال مصدر مطلع لجريدة”الصباح”،إن مصالح ولاية جهة البيضاء سطات وولاية الأمن ومديريات الجماعات الترابية والقطاعات الوزارية ومختلف الأجهزة الأخرى، كثفت، في الأيام الماضية، اجتماعاتها إلى ساعات متأخرة لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات الزيارة الملكية، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن شوارع البيضاء وأحياءها ومقاطعاتها، تحولت إلى أوراش مفتوحة، كما شهدت أغلب العمالات حركة غير عادية لمسؤولي العاصمة الاقتصادية.
وكشفت “الصباح” أن رؤساء المقاطعات الجماعية سلموا إلى العمالات المشاريع الواقعة في نفوذهم للتدقيق فيها، تزامنا مع الزيارة الملكية، في الوقت الذي دعا والي الجهة، منذ أيام، إلى عقد لقاءات للتنسيق، حضرها عمال المقاطعات بالبيضاء وبعض عمال العمالات والأقاليم بالجهة، خاصة بالمناطق التي من المرتقب أن ينظم الملك زيارات لبعض مرافقها، كما حضر الاجتماعات بمقر العمالات، رؤساء الجماعات الترابية (الجماعة، والجهة، والعمالة)، أو من يمثلهم، لمراجعة وتدقيق الترتيبات الخاصة بمشاريع وبرامج، بالمقابل أطلقت السلطات العمومية حملة للتزيين والصباغة والتشجير وترميم الأرصفة وإصلاح الطرق، في المسارات التي يحتمل أن يمر منها الموكب الملكي، خلال مكوث الملك في المدينة.
واستعانت السلطات العمومية بالعمال العرضيين وعمال الإنعاش في صباغة الأرصفة، ووضع فسائل الأشجار، كما عبأ رجال السلطة والجماعة والمقاطعات شاحنات ومعدات للغرض نفسه.
ولم يخف المصدر نفسه حالة الخوف والتوجس التي تسود أوساط المسؤولين الكبار بجهة البيضاء سطات ومنتخبي المدينة، خوفا من غضبة ملكية، فرغم “الانطلاقة” القوية لمحمد مهيدية، والي الجهة، وسعيه لوضع حد للفوضى بالعاصمة الاقتصادية وإشرافه على حملات تحرير الملك العمومي والإسراع في تنفيذ بعض المشاريع العالقة، إلا أن المدينة مازالت تعيش على إيقاع سوء الحكامة والفوارق المجالية وانعدام النجاعة في إنجاز المشاريع المدرجة في مخطط التنمية، خاصة أن بعض هذه المشاريع لم تسلم إلى حد الساعة، وأخرى مازالت تخضع إلى التعديلات، إذ يشكل تقدم الأشغال الكبرى لمشاريع واتفاقيات مخطط التنمية، امتحانا حقيقيا للمسؤولين أمام الملك، الذي سيقوم بجولات تفقدية للوقوق على الحصيلة الحقيقية بنفسه، علما أن المدينة تعاني أزمات مستفحلة، مثل اختناق حركة المرور بشوارعها.
وفي السياق نفسه، عقدت اجتماعات ماراثونية بولاية أمن البيضاء، لتتبع العمل الأمني في مختلف المصالح، والإعداد للزيارة الملكية، إضافة إلى عقد اجتماعات أخرى في مختلف مصالح الدرك الملكي بالجهة، للتنسيق بين مختلف المصالح للترتيب للزيارة الملكية.