انتشرت ظاهرة اختفاء الشباب الصحراوي في مخيمات تندوف بشكل مقلق، وسط مناشير بحث وطلب مساعدة من أهاليهم.
وكانت هذه الظاهرة عادية في الماضي، بسبب صعوبة التنقل وقساوة الطبيعة، لكن تزايدها مؤخرًا أصبح يثيرالشكوك حول تورط مجموعة من المقربين من قيادة البوليساريو في هذه الظاهرة.
ووفق ما أورده منتدى فورساتين فقد كشفت معلومات مؤكدة عن تورط هذه المجموعة في نقل شباب إلى مالي تحت أسماء مختلفة، ليختفوا بعد ذلك دون أي أثر.
وتشير حادثة هجوم مرتزقة “فاغنر” على الأراضي الموريتانية قبل أيام إلى تورط هؤلاء الشباب في صفوف المرتزقة.
فقد تحدث بعض الضحايا عن مرافقة ملثمين لمجموعة “فاغنر” يتحدثون بالحسانية، مما أثار قلق أهالي مخيمات تندوف حول مصير شبابهم.
وبدأت جولة من البحث الجماعي عن حقيقة اختفاء عشرات الشباب الصحراوي، وعلاقته بالانخراط في مرتزقة “فاغنر”.
وتمكن بعض الأهالي من الحصول على معلومات تفيد بأن “فاغنر” استعانت بشباب من المخيمات، قامت بتدريبهم وتأهيلهم للمشاركة في عمليات بالساحل الأفريقي.
ويُستخدم هؤلاء الشباب في أعمال الترجمة والتمويه بسبب لهجتهم ولون بشرتهم، مقابل مبالغ مالية مجزية.
ويسعى “فاغنر” إلى تجنيد 500 شاب من مخيمات تندوف، لنقلهم إلى مناطق مختلفة، بما في ذلك روسيا للمشاركة في عمليات عسكرية.
ويُمنح المجندون الجنسية الروسية والمساعدة في الاستقرار، مع راتب شهري يفوق 3000 دولار.
ولكن، يخضع الانخراط في مرتزقة “فاغنر” لشروط صارمة، منها قطع المجندين علاقتهم مع ماضيهم، والتخلي عن هويتهم الحقيقية، والالتزام بعدم التواصل مع عائلاتهم.
كما يُمنع الانضمام على المتزوجين والآباء، خوفًا من هروبهم أو اتصالهم بعائلاتهم.
وتُشرف جبهة البوليساريو على عملية التجنيد، عبر وسطائها من التجار والمهربين، بمباركة جزائرية واضحة.
وتُظهر هذه الظاهرة مخططًا خطيرًا يتم التحضير له في شمال إفريقيا، يهدف إلى تخريب وإثارة الخوف والرعب.
وقد انطلقت أولى فصول هذا المخطط في الأراضي الموريتانية، ولا شك أن شرارته ستتسع في المستقبل القريب.
وإلى جانب المخاطر الأمنية، تُشكل هذه الظاهرة مأساة إنسانية لأهالي الشباب المختفين، الذين يعيشون في حالة من القلق والخوف على مصير أبنائهم.
وتُطالب المنظمات الحقوقية بفتح تحقيق عاجل في هذه الظاهرة، والكشف عن مصير الشباب المختفين، ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة.