سماسرة الفيزا: اشباح يستحوذون على المواعيد و يبتزون المواطن

شارك هذا المقال

المحرر الرباط

 

تواصل السفارات مجهوداتها لمحاربة المضاربين بمواعيد وضع طلبات الفيزا، عبر ابتكار طرق لجعل امكانية الحصول على موعد، متاحة للجميع، و في كل مرة يعود هؤلاء بحيل لتفادي فخاخ المواقع الالكترونية التي تتبح هانه المواعيد، و هو ما يجعل من خدمة الموعد، مهمة شبه مستحيلة، ترغم المواطن على الرضوخ لابتزاز السماسرة.

و تعتبر المواعيد المتعلقة بطلبات الحصول على فيزا دخول فرنسا و اسبانيا، الاكثر تعقيدا، بحكم وفرة الطلب، ما يجعل السماسرة ينكبون على محاولة السيطرة على جميع المواعيد التي تطلقها المصالح المختصة، بينما يجد المواطن الراغب في الحصول على الفيزا،  نفسه في مواجهة روبوات الكترونبة تحجز جميع المواعيد في اقل من عشرين ثانية.

و وضعت سفارتا فرنسا و اسبانيا، بالمغرب، مجموعة من الاجراءات، كما غيرت عددا من المسائل التقنية المتعلقة بمواقع الحصول على المواعيد، لكن في كل مرة يعود السماسرة بحيل و روبوهات مطورة، يستطعون باستخدامها، تجاوز جميع العراقيل الموضوعة لمواجهة احتيالهم، و ابتزاز الناس بخدمات تضعها السفارات مجانا رهن اشارة المرتفقين.

سماسرة المواعيد، يعتبرون عاملا مباشرا في تزايد نسبة الهجرة الغير شرعية، خصوصا و أن بعضهم يقدمون خدمات تزوير الحجوزات و الوثائق المطلوبة من طرف المصالح القنصلية، لتمكين ضحاياهم من مغادرة البلاد بلا رجعة، هذا في وقت يرفض فيه الاشخاص الذين يعتزمون السفر لاجل السياحة او زيارة الاقارب، ثم العودة الى ارض الوطن، يرفضون، ان يتم ابتزازهم مقابل الحصول على موعد.

في غالب الاحيان، فالشخص الذي يدفع للسماسرة مقابل الحصول على موعد، تكون له نية البقاء في بلد الوجهة و عدم العودة،  فيما أن المواطنين الذين يبحثون عن التوجه الى فرنسا او اسبانيا لاجل السياحة، يرفضون دفع اتاوات مقابل موعد، و اغلبهم يعود لطلب الفيزا من بلدان لا يحتكر السماسرة المواعيد على مواقع مصالحها القنصلية.

و يغادر المغرب بشكل يومي، العشرات من المغاربة الحاصلين على فيزا مسلمة من قنصليات اسبانيا و فرنسا، نسبة كبيرة منهم لا يعودون الى الوطن، لان الغرض من سفرهم كان بالاساس مرتبطا بنيتهم البقاء في اوروبا، و معظم هؤلاء حصلوا على التأشيرة بالاستعانة بخدمات السماسرة الذين يتكلفون بمهمة الحصول على موعد اضافة الى تزوير الكشوفات الحسابية و معظم الوثائق المطلوبة من طرف القنصليات.

ظاهرة سماسرة المواعيد، تشكل نقطة سوداء بالنسبة لبلادنا و لبلدان الوجهة، التي تجد نفسها مضطرة لمنح الفيزا لاشخاص لا يعودون الى وطنهم، على حساب اشخاص يعتزمون المساهمة في السياحة بشكل محترم و مغادرة التراب الاروبي عقب انتهاء برامجهم السياحية.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد