محمد السادس يعود بالزمن ربع قرن الى الوراء

المحرر الرباط

 

خلف العفو الملكي الذي شمل عددا من الصحافيين و النشطاء، ارتياحا كبيرا في اوساط أطياف مختلفة من المغاربة، الذين عبروا عن اعجابهم بكرم عاهل البلاد و سعيه الى الاصلاح بمختلف انواعه، حيث اعتبر بعض المعلقين خطوة جلالة الملك، بردة فعل الاب الرحيم، المستعد للصفح عن أبنائه و اعطائهم فرصا جديدة مهما اذنبوا و مهما كانت اخطائهم.

قرار محمد السادس الرامي الى العفو عن عشرات المعتقلين من الفئة المثقفة بالمغرب اعاد الى الاذهان ما قام به جلالته مباشرة بعد اعتلائه العرش، و الانفراج الذي عاشته بلادنا خلال السنوات الاولى التي اعقبت مبايعة المغاربة له كملك للمغرب، حيث توالت القرارات الملكية التي جعلت بلادنا تعيش على وقع طفرة سياسة و حقوقية غير مسبوقة.

و يبدو ان الملك محمد السادس قد اعطى لعدد من المغاربة فرصة جديدة للمساهمة في بناء الوطن، و ممارسة المعارضة بطرق تكفل حق الوطن و مؤسساته في الاستمرار، و تحقق توازنا لنشر ثقافة الرأي و الرأي الاخر، بعيدا عن اي انزلاقات قد يستغلها الخصوم للضرب في بلادنا، بينما يجسد العفو عن كل من توفيق بوعشرين، عمر الراضي و سليمان الريسوني، تمسكا بالذين من شأنهم ان يعبروا مستقبلا عن حبهم و ارتباطهم بهذا الوطن.

الشكر الذي وجهه توفيق بوعشرين لجلالة الملك، هو اشارة واضحة تعكس استيعاب الرجل لحجم الفرصة التي منحت له و عن نية صادقة لاعادة ترتيب الاوراق، و استغلال الموهبة الربانية التي حباه الله في صياغة الافتتاحيات و تحليل الاحداث، خدمة للوطن و مساهمة في بنائه، و هو ما لا يمكن لرجل من طينة بوعشرين ان يفوته.

و يلوح في سماء المملكة المغربية، انفراج سياسي و حقوقي قريب، لاشك أنه سيساهم في ادماج العشرات ممن كانوا يمارسون المعارضة بشكل لا بنسجم و توجهات الدولة، حيث من المنتظر أن يتم العفو على مزيد من هؤلاء على امل اعادة ترتيب الاوراق، و العودة الى ممارسة النضال بشكل مختلف، و بطريقة لا تمس بالمصالح الفضلى للوطن.

فرصة جديدة لم تمنح لكن شملهم العلو الملكي فحسب، و انما لجميع المغاربة لاجل المساهمة في بناء وطن ديمقراطي تتساوى فيه الحقوق و تتناغم في الاصوات المؤيدة و المعارضة، بهدف واحد و وحيد، وهو خدمة الصالح العام و الدفع بعجلة الوطن نحو مستقبل افضل.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد