زيارة ماكرون إلى الرباط..معالم حلف مغربي فرنسي لاستقرار المنطقة

كشف مصدر دبلوماسي أن الرئيس الفرنسي يحمل معه في زيارته للمغرب مقترح حلف أوروبي إفريقي من أجل بناء جبهة مواجهة مشتركة للتحديات الاقتصادية والمناخية والأمنية، مع تعزيز التوافق الدبلوماسي بشأن القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها ملف الصحراء، باعتباره مدخلا لتكريس الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وحسب ما أوردته جريدة الصباح فقد توقع المصدر المذكور أن تشهد زيارة إيمانويل ماكرون إلى الرباط توقيع اتفاقيات في مشاريع ملموسة، خاصة في مجالات الطاقة الخضراء، خاصة الطاقة الشمسية والريحية، بما يتماشى مع الطموحات المناخية لفرنسا، والأهداف المغربية في بلوغ رتبة الريادة في مجال الطاقات المتجددة، إضافة إلى ورش تطوير التكوين المهني، على اعتبار أن الرفع من مهارات اليد العاملة المغربية في القطاعات التكنولوجية والصناعية أصبح يشكل أولوية بالنسبة إلى المغرب وعروض فرنسية بزيادة عدد الشركات المنقولة إلى المغرب بنسبة 50 ألف منصب شغل إضافي.
وتشمل الاتفاقيات المنتظر توقيعها في الرباط نسبة كبيرة من شراكات تطوير البنية التحتية والتجارة، خاصة في قطاع الموانئ والطرق بما يواكب استعدادات المغرب لاحتضان المونديال بإطلاقه استثمارات ضخمة.
وفي الشق الدبلوماسي تتيح زيارة ماكرون فرصة لمواءمة الشراكات الثنائية مع تطلعات قائدي البلدين، بالنظر إلى أن المغرب أصبح وجهة جاذبة للاستثمارات، وضامنا للسلام والاستقرار في محيطه المباشر وعلى مستوى القارة بفضل موقعه الإقليمي والقاري وتاريخه العريق، إضافة إلى القيادة الملكية التي تميز المغرب في مجالات الحداثة والتقدم، ثم تموقع المغرب شريكا مفضلا على سكة تحقيق الازدهار المشترك ليس فقط للبلدين ولكن أيضا على الصعيد الإفريقي.
وتوجد التنمية السوسيو اقتصادية في قلب المصالح المشتركة بين باريس والرباط، بفضل الاستثمارات المتبادلة في مجالات الصناعة والطاقات المتجددة والتكنولوجيات الجديدة والخدمات، بهدف تلبية تطلعات الأجيال الجديدة في البلدين وكذلك على مستوى القارة الإفريقية بأكملها.
وأظهر البلدان قدرتهما على تنسيق جهودهما على الصعيد الدولي وفي المنصات المتعددة الأطراف المختلفة، في وقت تبرز فيه الحاجة إلى هذا التنسيق بشكل أكبر في ظل النزاعات والاضطرابات التي يشهدها العالم اليوم، والسعى إلى بناء علاقات مستقبلية في ما يتعلق بالتعاون الأمني والجهود المشتركة للحفاظ على السلام في مناطق النزاع، في ظل هذه الروح من التنسيق على مستوى الجهود، والتشاور والحوار السياسي الهادئ والبناء.
وتؤكد زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس ماكرون على التاريخ الطويل المشترك، والصداقة المتينة التي تم تطويرها بين البلدين والشعبين، خاصة في مجالات التبادل الإنساني والثقافي والأكاديمي، إلى حد أصحبت فيه الرباط وباريس ثنائيا يبعث برسائل ومبادرات تتجاوز حدود أوروبا وإفريقيا.
وستحدد العلاقات المغربية الفرنسية لنفسها مسارا جديدا ضمن منطق رابح-رابح، مع أبعاد إقليمية وإفريقية ومتوسطية غير مسبوقة، استكمالا لأشواط علاقات ثنائية مكثفة ومتعددة الأوجه.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد