تتوالى الانتهاكات الجسيمة والجرائم البشعة التي تشهدها مخيمات تندوف، الواقعة على التراب الجزائري، والتي تديرها جبهة البوليساريو بتفويض من “قصر المرادية”.
واحدة من أخطر هذه الجرائم التي تورط فيها الجيش الجزائري كشف منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف “فورساتين” عن حيثياتها و تفاصيلها.
وقال المنتدى في منشور على حسابه في الفيسبوك:”في قلب مخيمات تندوف الواقعة تحت سيطرة عصابة جبهة البوليساريو وبدعم من النظام الجزائري، يعيش الصحراويون مأساة مستمرة لا تكاد تتوقف ، عائلة صحراوية تتهم الجيش الجزائري بتصفية ابنها المسمى قيد حياته : سعيد عالي شعبان، من قبيلة الركيبات اولاد داود، كان ضحية للنظام الجزائري الذي قتله ونكل بجثته بطريقة مروعة تعكس قمعا ممنهجا واستغلالا لا حدود له.
وبخصوص تفاصيل الحادثة، أورد فورساتين أنه:”في يوم الأحد 12 مارس 2023، غادر سعيد عالي شعبان مخيمات تندوف دون ترخيص رسمي، رفقة أصدقاءه بحثا عن أمل جديد خارج القيود المفروضة، وخلال توقفهم على الطريق فاجأهم الجيش الجزائري بإطلاق الرصاص الحي عليهم مباشرة ، رغم ان سيارتهم كانت متوقفة وكانوا خارجها ، مما أسفر عن إصابة سعيد بجروح خطيرة. نقل سعيد إلى أحد المستشفيات الجزائرية بتندوف، لكن ما حدث لاحقا كان صادما، قيل للعائلة ان سعيد توفي ، وأنهم لن يتسلموه الا في الساعة الثانية ظهرا ، وعند محاولة عائلته تسلم جثته، أبلغوا بأن الجثمان سيخضع لإجراءات طبية لنزع الرصاص من جسده وأنهم سيسلمونه لهم بعد العصر ، وعندما تسلموا الجثة، طلب منهم الطاقم الطبي ان يدفنوه مباشرة وبأنه جاهز للدفن بعد التغسيل والتكفين داخل المستشفى ، وخلال جنازة الفقيد ، لاحظ من يحملونه بانه خفيف الوزن كالريشة ، فقرروا الاطلاع على جثته وفتح الكفن ، فاكتشفوا الصدمة ، ذلك انهم قد وجدوا الجثة خيطت بطريقة بدائية وأن الأعضاء الداخلية قد سرقت بالكامل، وان جسده بالداخل يشبه “شكوة حليب فارغة ” ، في مشهد أثار غضبا وحزنا عميقين. شهادة العائلة: صرخة ألم وغضب”.
وتقول أخت الضحية: “لقد خسرنا أخانا بطريقة وحشية، فالجيش الجزائري لم يكتف بقتله، بل سرق أعضائه وكأنه كان مجرد سلعة، نحن نعيش ظروفا قاسية في المخيمات، والشباب يحاولون الهرب من هذا الواقع، لكن الرصاص دائما في انتظارهم، الجيش الجزائري لا علاقة له بالاسلام ولا بالانسانية، يقتل بوحشية عمياء ، ولا يتوانى في الاجهاز على الصحراويين بسبب او بدون سبب، نناشد العالم التدخل في الامر ، اننا نخضع للتقتيل الجماعي والفردي ، دون حسيب ولا رقيب “. مخيمات تندوف رمز للقهر والسجن الجماعي.
وتحولت مخيمات تندوف إلى سجن مفتوح لساكنتها، الذين يعانون من البطالة، انعدام الفرص، والفقر المدقع. ومل المحاولات الفردية او الجماعية للخروج بحثا عن العمل أو التنقيب عن الذهب تقابل بالعنف المفرط، وقد وثق منتدى فورساتين ، مرات عديدة، شهادات متكررة تؤكد أن الجيش الجزائري يطلق النار بلا رحمة على كل من يحاول تجاوز حدود المخيمات.
في السنوات الأخيرة، يضيف المصدر وثقنا حوادث مروعة من قبيل :
– شباب قتلوا أثناء التنقيب عن الذهب. – أشخاص أحرقوا أحياء داخل مركباتهم او في حفر التنقيب. – آخرون قصفوا بطائرات مسيرة ( الدرون) ، وسلبت ارواحهم بلا تحذير او تنبيه قبلي. إن حادثة سعيد عالي شعبان تسلط الضوء على مسؤولية المجتمع الدولي تجاه الصحراويين بمخيمات تندوف، فكيف يمكن للعالم أن يصمت أمام نظام يمارس القتل وسرقة الأعضاء؟ وكيف تترك المنظمات الحقوقية والانسانية جبهة البوليساريو دون مساءلة عن دورها في إدارة هذه المخيمات وكأنها معسكرات اعتقال؟
واعتبر المنتدى أن :”جريمة الجيش الجزائري في حق الشاب الصحراوي سعيد هي واحدة من بين العديد من الجرائم التي تتطلب تحركا دوليا عاجلا، فمخيمات تندوف ليست ملاذا إنسانيا، بل مجرد مسرح لجرائم ترتكب في واضحة النهار بحق الساكنة، ويجب علينا ان نتعاون جميعا لكي تتوقف هذه المآسي، وأن يحاسب المسؤولون عن هذه الانتهاكات التي ترتكب ضد الصحراويين المستضعفين بالمخيمات المحرومين من حقوقهم الأساسية بما فيها حق الحياة”.