السلطات المغربية تباشر إجراءات ترحيل إيراني مشبوه دخل إلى المغرب باستعمال جواز سفر بلغاري

شارك هذا المقال

باشرت المصالح الأمنية والقضائية، أخيرا، إجراءات لترحيل إيراني دخل إلى المغرب، في ظروف مشبوهة، مستعملا جواز سفر بلغاريا، رغم توفره على جواز بلاده، ما أثار شبهات قوية حول الهدف من الولوج إلى المغرب، رغم تأكيده للفرقة الجنائية بمصلحة الأمن الإقليمي بسلا، أنه لم يلتق أي شخصية مغربية أو أجنبية، أثناء مكوثه ثلاثة أيام بأحد فنادق الرباط.
وووفق صحيفة الصباح التي أوردت الخبر، فقد أدانت المحكمة الابتدائية بسلا الموقوف، بشهر حبسا نافذا وغرامة 500 درهم، بجنحة استعمال وثيقة مزورة، وبدأت السلطات إجراءات الترحيل، بعد الانتهاء من استكمال عقوبته ليلة الخميس الماضي.
وسقط الموقوف في قبضة أمن مفوضية مطار سلا أثناء توجهه من أحد الفنادق بحي المحيط بالرباط التي كان يقيم فيها، بتاريخ فاتح دجنبر الماضي، وكان في طريقه إلى فرنسا، حسب مزاعمه، لكن يقظة الشرطة العاملة بالمطار شكت في زورية الجواز الذي دخل به إلى المملكة، وبعد استفساره عنه، حاول إيهام الأمن بأنه يتحدث اللغة الفارسية فقط، قبل أن يتم العثور على صورة من نسخة جوازه الحقيقي الإيراني داخل مفكرة هاتفه، وبعد الاستشارة مع النيابة العامة، أمرت بإحالته على الفرقة الحضرية للشرطة القضائية بمنطقة أمن “العيايدة” التي يوجد المطار بنفوذها الترابي.
وبعد تعميق البحث، أحيل من جديد على الفرقة الجنائية بمصلحة الشرطة القضائية للأمن الإقليمي لسلا، ليتم وضعه رهن الحراسة النظرية.
وحجزت عناصر الأمن مبالغ مالية مهمة بعملة الريال الإيراني تفوق 60 ألفا، إضافة إلى مبلغ 100 أورو، و100 درهم مغربية و160 ليرة تركية، كما تبين، من خلال تفحص جوازه الإيراني، أنه يحمل صفة تقني في مجال معلوميات الكهرباء، وهو من مواليد 1994.
ورغم جميع المحاولات لجعله يتواصل بالعربية أو الإنجليزية أو الفرنسية،رد على المحققين باللغة الفارسية،فتمت الاستعانة بتطبيق رقمي للترجمة عبر تقنية محرك البحث “غوغل”، بعدما وافق الموقوف على ذلك، لكن أثناء مثوله أمام قاضي التلبس بالمحكمة الابتدائية بسلا، جرى تكليف مترجم محلف يتقن الفارسية.
وعزا الظنين سبب قدومه إلى المغرب إلى الأوضاع الصعبة الراهنة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، مضيفا أنه غادر بلده رفقة زوجته وابنه نحو تركيا، وبعدها توجه وحيدا إلى المغرب، قصد الهجرة منه إلى فرنسا، بعدما نصحه أحد الأشخاص الإيرانيين حسب قوله بزيارة المغرب ثم فرنسا.
ومددت الضابطة القضائية الحراسة النظرية للموقوف لمدة ثلاثة أيام، بعدما كشف أنه وصل إلى مطار سلا من مطار صبيحة بإسطنبول التركية، واستقل سيارة أجرة نحو فندق بالعاصمة، وعرضت الضابطة القضائية صور الموقوف على مجموعة من السائقين المهنيين لسيارات الأجرة الذين يشتغلون ببوابة المطار لكنهم لم يتعرفوا عليه، وظلت طريقة تنقله من سلا للرباط لغزا محيرا.
وربطت المصالح الأمنية الاتصال بزوجته، التي زعم أنها بتركيا، عبر تطبيق “تيلغرام”، من هاتفه، لإخبارها بموضوع إيقافه بالمغرب وبإحالته على القضاء بتهمة التزوير، بعدما تعذر إشعار تمثيلية بلاده بالمغرب بسبب قطع العلاقات المغربية الإيرانية، قبل أكثر من عقد من الزمن.
ووجهت تعليمات قضائية بإحالة هاتفه المحجوز وجواز سفره على المختبر التقني للشرطة بالمديرية العامة للأمن الوطني، لإجراء خبرة عليهما، ولم تتأكد “الصباح”، بعد من نتائج الأبحاث التقنية في الموضوع.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد