أخرجت الفواتير المرتفعة للماء والكهرباء محتجين إلى شوارع مدينة تارجيست مطالبين المسؤولين المحليين بالاستجابة الفورية لمطالبهم التي وصفوها بالعادلة والمشروعة، خاصة مراجعة فواتير الكهرباء عن الأشهر السابقة التي عرفت مبالغ مالية باهظة.
وخرج المحتجون بالمدينة الريفية إلى ساحة الريف في مسيرة جابت شوارع تارجيست، فيما تعكف اللجنة المؤقتة للحراك على تنظيم مسيرة ليلية بالشموع، ودعوة الساكنة إلى إطفاء أضواء المنازل والمقاهي والمحلات التجارية يوم السبت المقبل، لمدة ساعة ونصف، ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء.
ويستعد نشطاء تارجيست أيضا لتنظيم تجمع احتجاجي حاشد في ساحة المسيرة الخضراء يوم الجمعة 16 دجنبر الجاري، تحت شعار: “لا للحكرة”، فضلا عن لقاء تعبوي تواصلي مع الساكنة في قاعة عمومية بالمدينة، يُعقد للتداول في الخطوات النضالية التصعيدية المقبلة.
وانتقدت اللجنة المؤقتة للحراك، الارتفاعات الصاروخية في فواتير الكهرباء والماء، وغياب أي تجاوب جاد ومسؤول من قبل المسؤولين والسلطات المعنية مع المطالب التي عبّرت عنها الساكنة في نضالاتها ومسيراتها ووقفاتها الاحتجاجية”.
واعتبر المصدر أن “غلاء فواتير الكهرباء لا ينفصل عن الغلاء في المواد الاستهلاكية الأساسية، وهو ما يزيد في تفقير السكان وضرب قدرتهم الشرائية”، موردا أن “نضال السكان بشأن ملف الكهرباء هو جزء من نضالها ضد الحكرة التي يعيشها السكان على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية”.
ويطالب نشطاء تارجيست بمراقبة العدادات الكهربائية بشكل دوري على رأس كل شهر، ومراجعة فواتير الكهرباء للأشهر السابقة، وصيانة وإصلاح الأعمدة الكهربائية المتساقطة، وخصوصا بالبوادي والمناطق المجاورة لمدينة تارجيست، وحل مشكل الخصاص في مراقبي العدادات عبر مناصب شغل قارة.
ودعت اللجنة المؤقتة للحراك بتارجيست إلى “إيجاد حل للأشخاص الذين انتزع منهم العداد الكهربائي، ووقف النزع اللاقانوني للعدادات الكهربائية، عبر اعتماد الإشعارات للمعنيين بالأمر، وإيجاد حل اجتماعي حقيقي للعدادات المشتركة، وتسهيل عملية الحصول على العداد بثمن معقول ومحدد”.
ومن المطالب الأخرى التي عبّر عنها المحتجون بتارجيست فتح فروع للمكتب الوطني للكهرباء في الجماعات القروية بني بونصار، وبني عمارت، وبني جميل، ورفع ما سموه “أشكال التهميش والحصار المضروب على المنطقة”، كما دعوا إلى “المشاركة المكثفة في الأشكال النضالية المسطرة”.
ونبهت اللجنة المؤقتة للحراك المسؤولين المحليين والإقليميين إلى أن استمرار اكتواء المواطنين بالغلاء في الفواتير، وفي أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، سيؤجج الاحتجاجات الشعبية، دفاعا عن حقوق وكرامة المواطنين، وضد “الحكرة” التي يتعرضون لها على مختلف الواجهات.
ولم يفت نشطاء المدينة القابعة في أعماق الريف المغربي إبداء تضامنهم مع الحراك الشعبي بالحسيمة، على خلفية مقتل بائع السمك محسن فكري، وحيال الناشط عز الدين المموحي، “الذي يحاكم على خلفية الحراك الشعبي البطولي الذي عرفته مدينة تارجيست سنة 2013″، وفق تعبير البيان.