في غياب تام لهيبة السلطة مدينة تيفلت يسيرها السياسيون و النقابيون

المحرر من تيفلت

 

لا يزال مشكل المتعلق باقرار يومي الاربعاء و الجمعة، بدون عمل داخل مجزرة مدينة تيفلت قائما، في ظل الغياب التام للسلطات المحلية، المتمثلة في باشا المدينة، و الذي وعلى ما يبدو أنه لن يخرج من جبة الاغلبية في المجلس البلدي للمدينة، و التي جعلت من مختلف القطاعات الحيوية بتيفلت، مراكز انتخابية يتم من خلالها ممارسة الانتخابات السابقة لأوانها، و التلاعب بمصالح المواطنين الذين يدعي عامل اقليم الخميسات أنه مقتنع بأنهم رعايا صاحب الجلالة.

 

مكمن الخلل و كما تطرقنا الى ذلك في مقالات سابقة، لا يغدو ان يكون سلسلة من المصالح الشخصية التي ترتبط ببعضها البعض، بدءا من بعض مهنيي الجزارة، و مرورا بتمثيلية احدى النقابات، ثم بباشا المدينة و الطبيب البيطري، الذي لازال متمسكا بأن يكون يوم الجمعة يوم عطلة، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول اصرار هذا الرجل الملتحي على هذا الامر و موافقة السلطات له دون اي قيد او شرط.

 

مصالح هذه القضية تكمن، و حسب مصادر جيدة الاطلاع في أن يتمكن أحد المهنيين الذين تتعامل معهم السلطات و المصالح البيطرية على اساس انه أمين الجزارين بدون اي سند قانوني يثبت ذلك، من منع الذبيحة يوم الاربعاء الذي يصادف السوق الاسبوعي للمدينة، حيث يمتهن عدد من الجزارين البسطاء الذين لم يتمكنوا من فتح محلات بالمدينة، مهنة موسمية تتمثل في ذبح بهيمة أو بهيمتين، و بيعها في السوق، و بمنع الذبح يوم الاربعاء، لن يتمكن هؤلاء من ممارسة هذا النشاط الذي يعيلون من خلاله أسرا و عائلات، و سيبقى الميدان فارغا أمام المطالبين بمنع الذبح يوم الاربعاء لعرض ذبائح مخزنة في الثلاجات.

 

عشرات المهنيين، وقفوا في وجه لوبي يتكون من جزارين يعدون على رؤوس الاصابع، و كبيرهم الذي ينتحل صفة الامين، فما كان لهذا الاخير الا أن يلجا لنقابي في المجلس البلدي، ترك هموم المستخدمين الذين يتم نقلهم على مثن شاحنة المجلس البلدي للعمل في صيعة عم الرئيس، و راح يجتمع مع الباشا، دفاعا عن منح الذبيحة، مستعملا ورقة النقابة للظغط على باشا في هو في الاساس يفتقد للكثير من المواصفات التي من المفروض ان يتمتع بها رجل السلطة، لدرجة أن البعض لم يخفي استغرابهم من غياب الشخصية عند الباشا كلما تعلق الامر باحد المقربين من رئيس المجلس البلدي، و حضورها في تعامله مع المواطنين البسطاء.

 

صاحب النقابة الذي من المفروض أنه ممثل للمستخدمين و المهضومة حقوقهم في بلدية تيفلت، يدافع على اغلاق المذبحة يوم الاربعاء و الجمعة، و لم يتجرأ حتى على فتح فمه بخصوص الحالة الكارثية التي يعيشها هذا المرفق الحيوي الاقرب الى صحة المواطن من حبل الوريد، و لم يعلق على استغلال وسائل البلدية في ضيعة الجنرال عرشان، بل و لم يتحدث حتى عن الفساد الذي طال عمليات اعادة ايواء ساكنة دور الصفيح في المدينة، و التي كانت اخرها تسلق مواطنين للاقط هوائي احتجاجا على هضم حقوقهم.

 

طبيب يؤشر على اللحم بلحيته الطويلة، و الجميع يعلم أن الطباخ ملزم بوضع غطاء على راسه حتى لا يتساقط شعره على الطعام، فما بالك بلحية لا تختلف بالشكل الكثير عن تلك التي يظهر بها مشايخ المشرق، و قاطعو الرؤوس في العراق و الشام، يتمسك بان يكون يوم الجمعة، يوم عيد في اوساط الجزارة، ربما لأنه يرى أن الفراغ قد يتم استغلاله في اشياء اخرى خصوصا بالتزامن مع صلاة الجمعة، و قدسيتها في الدين الحنيف، و كأن هذه الدولة لا قانون يسير فيها عدا قوانين النقابيين و الاسلاميين كل يفرض يوم عطلة حسب هواه.

 

الغريب في الامر، هو أن التدقيق في كل هذه “العصيدة”، تجعلنا نستغرب حول تحالف الخير و الشر، اليمين و اليسار، لغاية تحقيق مصالح شخصية ضيقة، على حساب عشرات العائلات التي سيتم منعها من الرزق باقفال المذبح البلدي، رجل سلطة يمثل وزارة الداخلية التي تقام لها الدنيا ولا تقعد، يعترف بجزار يذبح الجيفة و يقدمها للمواطن، و نقابي ترك الجمل بما حمل داخل بلدية المدينة وراح يدافع على شرذمة من المهنيين لمجرد انخراطهم معه في النقابة، و كأن بعد عامل الاقليم عن المدينة، و غياب أعينه عنها، جعلها مرتعا لسن قوانين خاصة قد تتطور الى ما لا يحمد عقباه اذا ما استمرت السلطات في محاباة السياسيين و النقابيين على حساب مواطن طفح كيله من فساد ينخر مدينته يمينا و شمالا.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد