هل يجني صقور العدالة و التنمية ما زرعوا في قلوب فرسانهم؟؟؟

المحرر الرباط

 

منذ تكليف الملك محمد السادس لسعد الدين العثماني بتشكيل الحكومة، و صفحات العدالة و التنمية تعيش على وقع سجال محوره حزب الاصالة و المعاصرة، و ما اذا كان العثماني سيلجؤ اليه في اطار مشاوراته التي ستدوم نصف شهر حسب ما ذكرته عدد من وسائل الاعلام.

 

و من خلال النقاش الرائج بين فرسان العدالة و التنمية، يتضح التناقذ الواضح بين خطاب الحزب الذي يتبنى المصالح العليا للبلاد، و وافكار مناضليه الذين يغلبون الحسابات السياسية الضيقة على مصلحة الوطن، في مشهد يؤكد على أن المصباح مستعد للتحالف مع الشيطان ، و يتمسك بابعاد الاصالة و المعاصرة عن الحكومة.

 

طريقة تفكير فرسان العدالة و التنمية، و النظرة الدونية التي يتبنونها اتجاه الاصالة و المعاصرة، تعكس الفكر المتطرف الذي ينتقل بالوراثة داخل عذا الحزب، و كيف أن هياكله بمختلف مشاربها، مستعدة للتخلي عن مصالح الوطن نظير تصفية الحسابات، في وقت يعلم فيه الجميع أن المصالح العليا للبلاد تقتضي التخلي عن الحسابات و التفكير في مستقبل زاهر.

 

ولو أن منهج مناضلي حزب العدالة و التنمية، تعامله مع الخصوم صحيح، لما فكر جلالة الملك في زيارة عدد من الدول الافريقية المعادية لوحدة وطننا، و لما اشرف على توقيع اتفاقيات شراكة معها، تخدم بلادنا بالدرجة الاولى، و لا تعتمد على المرجعيات السياسية لأن مصلحة الوطن العليا فوق أي اعتبار، و لأن القاعدة تقول أنه ليس هناك عدو دائم كما انه ليس هناك صديق دائم.

 

مصلحة الوطن الاولى، تقتضي التشاور مع جميع الفرقاء السياسيين، و الجلوس مع مختلف الاحزاب المغربية، على أمل تشكيل حكومة من شأنها أن تخدم الوطن و المواطن، و أن تحظى بثقة صاحب الجلالة، ولا أحد ينكر بأن الاصالة و المعاصرة يتوفر على أطر من شأنها أن تعطي الكثير للوطن اذا ما شاركت في الحكومة.

 

هو خلاف كان بنكيران يعتقد أنه قد نشب بينه و بين فؤاد عالي الهمة، تطور بفعل التشدد و النطرف فتحول الى قطيعة بين حزبين يؤثتان الفضاء السياسي في بلادنا، غير أنه أصبح منهجا داخل المصباح نقله الخلف الى السلف، و أصبح مسلمة يؤمن بها المغرر بهم من الشباب الذي سقط بعضه في تهمة الاشادة بالارهاب لا لشيء سوى لانهم يعتقدون أن منهج الجناح الدعوي لحزبهم يدخل الجنة بدون “فيزا”.

 

الاصالة و المعاصرة أظهر حسن النية من خلال خطوة ذكية تتمثل في تهنئة سعد الدين العثماني رسميا، بينما يواصل العدالة و التنمية من خلال منضليه التشبت باستبعاد الاصالة و المعاصرة عن اغلبية يقودها، و هو ما يؤكد على ان سوء النية و التشدد لا يمكن أن تكون لهم جنسية الا داخل حزب المصباح، حيث يدوم الشر و يتم تجاهل الخير بسرعة البرق.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد