الاتحاد الإفريقي.. ما وراء وثيقة اسماعيل الشرقي الاستفزازية ضد المغرب

المحرر

نشر الجزائري اسماعيل الشرقي، رئيس لجنة السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، وثيقة هاجم من خلالها المغرب، حينما طلب من الاتحاد الإفريقي مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء المغربية، وخلق مكتب بالعيون لهذا الغرض.

بعدما فشلت في عرقلة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، تبحث الجزائر عن خلق توتر جديد داخل ردهات الاتحاد الإفريقي، عبر ممثلها اسماعيل الشرقي، الذي انتخب بطرق ملتوية على رأس أهم لجنة بالاتحاد الإفريقي، الأخير كان قد ارتجل بداية الأسبوع، اجتماعا “سقط من فوق” بين المغرب وجمهورية الرهم، حضرته الجزائر أيضا وممثلي البوليساريو، الذين يسافرون بجوازات سفر جزائرية، بحضور ممثلين عن كينيا والنيجر.

ونشرت يوم أمس الخميس، وكالة الأنباء الجزائرية مقالين عن وثيقة من 12 صفحة، حررها اسماعيل الشرقي، بصفة لرئيس لجنة الامن والسلم بالاتحاد الإفريقي. وإلى حدود الساعة، لم تولي اي وكالة أنباء اي أهمية للوثيقة المذكورة، ولا عجب في ذلك مادامت الوثيقة كتبت من محبرة النظام الجزائري، وتحمل العداء للمغرب…فكلما كر اسم المغرب إلا ووجدت جاره الشرقي يخطط لمكيدة.

وتجمع هذه الوثيقة، خطابا معاديا للمغرب، أي الخطاب التي اعتادت الجزائر تسويقه ضد المملكة، ونجد فيه “كلاما تم اجتراره حول تقرير المصير، وآراء انفصالية، وخطابا حول الاستغلال غير القانوني للموارد الطبيعية للصحراء الغربية”، إلى ما ذلك من العبارات التي اعتادت الجزائر اجترارها، رغم أن الجميع يعرف أن كل درهم من أرباح الصحراء، يستلزم استثمار 10 دراهم من السلطات المغربية، ناهيك أن الجهود الاستثمارية التي تبذل في الصحراء الأطلسية تحول المنطقة إلى قطب تنمية بعدما كانت أرضا جرداء.

وتذكر وثيقة الشرقي مثلا ما جاء في توضيح محكمة العدل الأوربية يوم 21 دجنبر 2016 فيما يتعلق بالاتفاقيات بين الاتحاد الأوربي والمغرب حول المنتجات الفلاحية والبحرية، لكن هذا الاقتباس جاء بطريقة انتقائية، يركز فقط على الوضع الخاص للصحراء. غير انه نسي ذكر أن هذا التوضيح لا يعترف بالبوليساريو ومليشياته، كممثل للساكنة الصحراوية. ناهيك عن تغاضيه عن كون مذكرة الاتحاد الأوربي تتحدث عن كون الصحراء الغربية جزء من الاتفاق المغربي الأوربي، بتوافق مع الساكنة التي يعيشها، من خلال الاقتراع المباشر الذي تم بموجبه اختيار المنتخبين والممثلين عن الساكنة.

انزلاقات الجزائر

خلال هذه الوثيقة، يؤكد الجزائري الشرقي أن اللجنة التي يترأس “قررت إحياء اللجنة الخاصة برؤساء الدول والحكومات حول النزاع حول الصحراء” الأسوأ “يطالب الشرقي من اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل “إعادة افتتاح” مكتب الاتحاد الإفريقي بالعيون. ومتى كان هنالك مكتب للاتحاد الإفريقي بالعيون حتى تتم إعادة افتتاحه؟ لعله كان يقصد فتح مكتب للاتحاد الإفريقي بالعيون. ناهيك عن قرار استفزازي آخر يتعلق بطلب الشرقي من التشادي موسى فاكي رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد، أن يتخذ الإجراءات الضرورية، من أجل تمكين ممثل الاتحاد الإفريقي، الموزمبيقي جواكيم كيسانو من “استيفاء ولايته، والقيام بمهمة استطلاعية بالصحراء الغربية سنة 2017”.

لا بد من أجن اسماعيل الشرقي يجهل ماهية النزاع حول الصحراء، الذي يوجد من صلب صلاحيات الأمم المتحدة، ولول أراد كيسانو أن يلعب دورا في حل النزاع، فلا بد أن يمر ذلك عبر الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من خلال تعيينه ممثلا شخصيا له بالمنطقة. وحيث أن كيسانو معروف بانحيازه للجزائر، فلا مكان له ليلعب هذا الدور، فما يقوم به حاليا هو لوبيينغ لصالح الجزائر.

دواعي تحامل اسماعيل الشرقي

من خلال هذه الوثيقة، تبحث الجزائر أن تظهر أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي ان تغير شيئا في النزاع الصحراوي داخل المنظمة الإفريقية، فلطالما كان الشرقي يصدر مثل هذه الوثائق. في هذا الإطار قال ديبلوماسي إفريقي لـLe360 أن “الاجتماع الذي غاب عنه المغرب، لا يحمل أي أهمية، هي دعوة بإمكان سفيرة المغرب قبولها أو رفضها” مضيفا “سفيرة المغرب قامت باختيار كان متوقعا، ما يعني أن الديبلوماسي الجزائري أراد فقط  البحث عن مسوغ لإصدار وثيقته المتحاملة” قبل أن يسترسل “أظن أن قلة من الديبلوماسيين الأفارقة ستنطلي عليهم هذه المناورة”.

تحدث الديبلوماسي الجزائري في وثيقته بلغة عنيفة تعكس مستواه، مثل ما حدث خلال اتصال هاتفي له مع قناة الشروق الجزائرية، حينما قال ردا على عدم تحيته للملك محمد السادس، أثناء خطاب بالاتحاد الإفريقي يوم 31 يناير “لسنا في سوق”. وهو جواب يشي بالفظاظة التي يتصرف بها هذا الديبلوماسي الجزائري، الذي لم يستسغ الاستقبال الحار الذي حظي به الملك بأديس أبابا.

وعودة لأسباب غضب الجزائر، فهناك رغبة جامحة هناك من أجل إظهار أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي لن تغير في موازين القوي بهذه المؤسسة، ولا مسلسل التحاملات ضد المغرب.

النظام الجزائري يمر عبر فترة حالكة: بداية من الرئيس الشبح، وقائد الجيش الذي يتربص بمنصب الرئاسة، وانخفاض أسعار المحروقات، مع ما تعكسه من تراجع مداخيل العملة الصعبة ونقصان الموارد المالية المخصصة لشراء السلم الاجتماعي، ناهيك عن أزمة اختيار قيادة البوليساريو، حينما تم وضع ابراهيم غالي وهو المتابع بتهم الاحتجاز والتعذيب، ما ينقص من حربة تنقه وتدفع بعدة مسؤولين لتفادي لقائه.

يضاف إلى ذلك، أن أعضاء الاتحاد الإفريقي ان ينصاعوا لمناورات اسماعيل الشرقي، الذي يريد فرض أجندة بلاده. دور الاتحاد الإفريقي يجب أن يكون مسهلا للحوار، خصوصا بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز خلال يرهن منطقة برمتها. بيد أن الجزائري شرقي يتناسى كل هذا لغاية يعرفها هو وحده. وستبقى وثيقته حبرا على ورق كسابقاتها.

عن موقع 360
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد