المحرر الرباط
أبله من يظن أن نهاية حميد شباط، الامين العام لحزب الاستقلال ستكون بمثابة عودة لهذا الحزب المحترم الى المشهد السياسي بعدما فقد الكثير من مصداقيته، و غريب أمر كل هؤلاء المناضلين الاستقلاليين الذين يصرحون بأن شباط قد تعدى حدوده في ممارسة اختصاصاته على رأس حزبهم، خصوصا و انهم من ساهموا بشكل او باخر في ظفر هذا الاخير بمنصب أمينهم العام.
أراد من أراد و كره من كره، حزب الاستقلال اليوم، يعيش واقعة سبقها اليه حزب الاتحاد الاشتراكي، و يسير بخطى ثابته نحو الهاوية، حيث من المنتظر ان يقبع دون أن يتمكن المواطن من اعادة سماع اسمه، و حتى و ان نفى الاستقلاليون هذا الامر، فكل ما عليهم أن يستوعبوه على الاقل في قرة انفسهم، هو أن حزبهم يعيش على وقع الانحطاط.
لماذا يتصارع هؤلاء الاشخاص على ازاحة حميد شباط، و هم يقتسمون معه الاخطاء التي يدعون أنه قد ارتكبها، لأنهم و بكل بساطة، طبلوا و هللوا لتنصيبه فوق رؤوسهم، و كانوا يسبحون بحمده، حتى جعلوا من صورة طبق الاصل لذلك الشخص المتواجد فوق الجبل، و الذي يرى الناس صغارا و يرونه صغيرا حقيرا، بل انه تعدى كل هذا، و وضع رأسه في راس الدولة، فراح يضرب في توابثها، و يتحدث فيما ليس له علم.
بطبيعة الحال، و كما يعلم الجميع، فان دعم حمدي ولد الرشيد، و الرجل النافذ في الصحراء، و من خلالها داخل الحزب، هو من مكن حميد شباط من الفوز بمنصب امين عام حزب الميزان، و هو نفس الشخص الذي يجيش صقور هذا الحزب للانقلاب عليه، ما يفيد بان دعم شباط أو معارضته ليست سوى مراوغات تتخللها الاموال الطائلة، و النفوذ، و هو ما ينذر بنهاية قريبة لحزب الاستقلال، لا شك انها ستكون ضربة قاضية، ستجعل من الميزان حالة شبيهة بالوردة التي و على الرغم من شوهتها في الانتخابات، الا أن دهاء من يسيرها جعلها في الحكومة، فما بالك بحزب يسيره الاميون.