“وقعات لكسيدة… علّقو الكونستاتور”

المحرر

“وقعات لكسيدة… علّقو الكونستاتور”… هو ما يمكن أن نختزل من خلاله القرار الذي اتخذته مديرية الأمن الوطني، والقاضي بإيقاف شرطي المعاينة (كونستاتور) في حادثة سير “مول الفيراري”، التي وقعت قبل أيام بالعاصمة الرباط، وانتشر “الفيديو” المتعلق بها على نطاق واسع عبر تقنية “الواتساب”، وبعدها على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

لم تجد المديرية “حائطا أقصر” من مفتش الشرطة الضعيف، ليكون كبش فداء في حادث سير ملأ الدنيا وشغل الناس، فالرجل “قام بتجاوزات وإخلالات مهنية خلال مزاولته للمهام المسندة إليه”، مثلما جاء في بلاغ عممته مصالح الأمن على وسائل الإعلام، هكذا… دون أي تفاصيل أخرى… و”فهم يا الفاهم”… لذلك، تم توقيفه مؤقتا عن العمل، إلى حين انتهاء البحث في القضية.

لقد تعامل مفتش الشرطة المعاين بكل رقي وأناقة، مثلما ظهر في “الفيديو”، وحتى “مول الفيراري” ظل يردد أنه يقوم بعمله كما يجب. لم يظهر أي تسلط أو شطط في استعمال سلطته مثل العديد من أصحاب الزي “المخزني”، الذين يتعامل جلّهم بكل غطرسة، خاصة إذا وقع في قبضتهم شخص مخمور. كان يعاين ما وقع ويكتب تقريره بكل هدوء، متغاضيا عن الكلام الذي كان يردّده “مول الفيراري” الذي يبدو أنه لم يكن في حالة طبيعية.

هل كان على “مسيو لو كونستاتور” أن ينزل على خدّ “مول الفيراري” بصفعتين أم “يجرجره” من قفاه في الشارع أم “يشبع فيه ضربا وركلا” ل”يبرد الغدايد”؟ أم ماذا؟ مع العلم أن رجال الأمن في هذا البلد أصبحوا يتخوّفون من أدنى تصرف يحسب عليهم ويدخل في خانة القمع وخرق حقوق الإنسان. رجال الأمن أيضا، يخافون من العقوبات “الفوقية”، إذا طبقوا القانون في حق شخص ينتمي إلى عائلة ثرية أو معروفة، لذلك يحترسون جيدا قبل أن يتخذوا أي إجراء يعود عليهم ب”بو مزوي”.

“ونمشيو بعيييييد” ونقول، إن هذا الشاب نفسه، الذي كان في حالة سكر كما يظهر من خلال “الفيديو”، شرب “كؤوسه النظيفة” في محل سهر من المفروض أن يقدم الخمر إلى غير المسلمين، كما ينص على ذلك أحد بنود قانون منافق. فعلى من تقع المسؤولية بالضبط في هذه “الحريرة” كلها؟ على “مول الفيراري”؟ أم على صاحب المحل الذي سهر فيه؟ أم “على مسيو لوكونستاتور”؟ أم على سياسة هذا البلد الذي يتعامل بالكثير من الوجوه والأقنعة؟

زيادة على كل هذا. ما قام به “مول الفيراري” يمكن أن يقوم به مول “داسيا” أو أو مولات “بيكانتو” أيضا، أو حتى “مول بيكالة”، مع فرق طبعا هو أن “الشامبانيا” ليست لها التأثير نفسه ل”بولبوادر”. وبالتالي، لا علاقة له بأنه ابن ملياردير معروف، أو “ابن فشوش” أو “ضاسر” أو “برهوش” أو “متهور” أو “قليل الترابي” مثلما وصفته الكثير من وسائل الإعلام التي أبانت عن “حقد طبقي” غير مبرّر. إنه شاب مثل الكثير من الشباب المغاربة الذين يسهرون و”ينشطون” و”يعربدون”، لم يتفوه بأي كلمة سب أو قذف في حق رجال الشرطة ولم يقم بأي سلوك لا أخلاقي تجاههم. وأكيد أنه حين سيستيقظ من “سكرته” لن يتذكر أصلا ما وقع له وكيف وصل إلى ما وصل إليه ذلك اليوم. والأكيد، أن القانون سيأخذ مجراه في حقه أيضا، بطريقة من الطرق، بغض النظر عما إذا كان من علية القوم، أو من “الكراطيط”.

نورا الفواري يوميةالصباح

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد