المحرر
دعا اثنان من كبار الساسة الألمان المحافظين إلى وضع حد للمحادثات مع تركيا بشأن عضويتها في الإتحاد الأوربي بعد أن منح استفتاء شعبي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلطات جديدة.
وقال نوربرت رويتغين، عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، “سنضر مصداقية أوروبا إذا تقاعسنا عن الرد على القرار التركي المضاد للديمقراطية وحكم القانون”.
وأضاف في مقابلة يبثها راديو ألمانيا اليوم الأحد أن التظاهر بأن تركيا قد تنضم للاتحاد الأوروبي سيمنع أوروبا أيضا من إقامة علاقة جديدة وأكثر واقعية مع تركيا.
وصوّت الأتراك بالموافقة بفارق ضئيل على إلغاء منصب رئيس الوزراء، وتركيز السلطات في أيدي الرئيس، في أكبر تغيير في النظام السياسي التركي منذ إقامة الدولة الحديثة قبل نحو مئة عام.
وطعن حزب المعارضة الرئيسي في نتائج الاستفتاء أمام القضاء، وأثار مراقبون مستقلون من مجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تساؤلات بشأن التصويت.
ونسج يواخيم هيرمان وزير داخلية ولاية بافاريا وعضو الحزب البافاري -شقيق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي- على نفس منوال رويتغين قائلا إن محادثات انضمام تركيا للإتحاد الأوربي يجب أن تنتهي لا أن تُعلق.
وقال لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية “حان وقت انتهاء مفاوضات العضوية في الاتحاد الأوروبي… علينا أن نتوقف عن خداع أنفسنا؛ لا توجد آفاق مشتركة مع تركيا أردوغان”.
وكان وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي أكد الخميس الماضي أن بلاده لا تزال ملتزمة بهدف الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وتوترت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة أثناء الإعداد لاستفتاء 16 أبريل الجاري.
ودعا أيضا روتيغين وهيرمان ومشرعون كبار آخرون، بعد أن صدمتهم قوة دعم الأتراك في ألمانيا للاستفتاء، إلى تشديد قواعد الجنسية المزدوجة.
ويعيش في ألمانيا نحو ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي، ويقول بعض الساسة إن الولاء الذي أبداه كثيرون لأردوغان -الذي ينظر إليه كثيرون في الاتحاد الأوروبي على أنه يميل للاستبداد على نحو متزايد- يعكس رفضا للقيم الديمقراطية.
وقال روتيغين إن نتيجة الاستفتاء بين الأتراك في ألمانيا أكدت عدم الاندماج الكامل لكثيرين من الجيلين الثاني والثالث من الأتراك في المجتمع الألماني.