قال عبد الله البقالي رئيس “النقابة الوطنية للصحافة” إن “حراك الريف” يمكن أن يولد لحظة انفتاح، لكن إذا ما عرفنا كيف نوجهه لإعادة لحظة الأزمة.
وأضاف البقالي الذي كان يتحدث خلال الندوة المنظمة يوم أمس الإثنين 19 يونيو من قبل “جمعية الحرية الآن” والتي حملت عنوان “وسائل الإعلام وحراك الريف”: “أملنا الوحيد للنهوض بالبلد هو (حراك الريف) لأن من يحكم جلس وطلق رجليه، والبارشوك ديال الأحزاب والنقابات والهيئات المدنية والنقابات تهرس”. يقول البقالي الذي أضاف، “أملنا الوحيد هو كيف نوجه هذا الحراك لإعادة إنتاج لحظات الأزمة، التي يمكن أن تولد لحظة الانفتاح”.
إلى ذلك، أكد البقالي أن الجسم الصحفي المغربي يعيش الهشاشة على كافة المستويات، متسائلا، “هل لدينا مشهد إعلامي حتى نراهن عليه في القيام بالأدوار الإعلامية، هل لدينا نموذج مقاولة صحفية ناجحة في الصحافة المكتوبة، وفي الصحافة الإلكترونية، هل لدينا صحفيين مهنين؟”.
وفي ذات السياق أجاب البقالي على تساؤلاته بالقول “في تونس هناك أكثر من 3000 صحفي مهني، في المغرب بالتجاوزات التي تحدث نحن في 2800 صحفي مهني، من أصل 34 مليون نسمة عدد سكان المغرب، نحن البلد الوحيد في العالم في سنة 2017 حيث الجريدة تبقى حية لمدة ثلاث أيام لأنها تصل متأخرة إلى العديد من المناطق وهذا يرجع إلى بنية التوزيع المتحكم فيها عن قصد”.
وأكد المتحدث أن المغرب لا يمكن أن يراهن على مشهد إعلامي بهذه الخصوصيات للنهوض بالقيم المنشودة، “أن تنهض الموارد البشرية العاملة فيه بوظائف الإعلام بين ليلة وضحاها أمر خيالي، وبالتالي نحن أمام مشهد إعلامي هش على كافة المستويات”، يقول البقالي الذي أضاف “أدنى تكلفة مالية في الإنتاج الإعلامي هو الصحفي، إذا قارناه بباقي الأطر، المحامي، والطبيب. الاتفاقية الجماعية تتحدث عن 5800 درهم، هذا مستوى لا بأس به لأن الواقع أفرز جرائد كثيرة، تشغل الصحفيين بـ 2000 درهم و3000 درهم”.
وأبرز البقالي أن الإعلام العمومي مرتبط بالإرادة السياسية، مشيرا إلى أنه يتوفر على جميع الكفاءات لإفراز إعلام يحترم القيم التي نؤمن بها.
وأكد البقالي خلال ذات الندوة أن ضبط وسائل الإعلام لا يمكن أن يتأتى إلا بتجويد المنتوج الإعلامي الوطني الذي بمقدوره أن يضيق المساحة على الهامش. “لأنه لم يعد ممكنا التحكم في المعلومة واحتكارها كما لم يعد ممكنا اعتقال صحفي، أو إغلاق موقع أو جريدة”.