المحرر – متابعة
بعد أن طال انتظارهم كما يقولون، ومع بلوغ شهر رمضان أيامه الأخيرة، وجه فقراء جماعة المشور بفاس يوم أول أمس الاثنين، شكاوى إلى القصر الملكي والسلطات المحلية ووالي جهة فاس/مكناس سعيد ازنيبر، يشكون من تأخر استفادتهم من “قفة رمضان” لهذه السنة، حيث هددوا بالخروج إلى الشارع والاحتجاج أمام مكتب والي الجهة ومقر جماعة المشور القريبة من القصر الملكي بفاس الجديد.
واتهم الغاضبون المتضررون من تأخر المساعدة والدعم الغذائي للموعد السنوي من رمضان لهذه السنة، (اتهموا) جماعة المشور، والتي يقودها حزبا العدالة والتنمية و”الاستقلال”، بالوقوف وراء هذا التأخير، بعد أن تمكنت الجماعة الحضرية لفاس، والتي يرأسها العمدة إدريس الأزمي من توزيع الحصص المخصصة لـ”قفة رمضان” لهذه السنة بمختلف المقاطعات الست التابعة للجماعة، فيما لا تزال جماعة المشور التي تخضع لنظام خاص، الجماعة الوحيدة، يقول المحتجون، التي لم تفرج بعد عن مساعدات رمضان لفائدة فقرائها من النساء الأرامل والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
ورد إدريس الداودي، رئيس جماعة المشور والمنتمي لحزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في تصريح له، بقوله إن “الاستفادة من “قفة رمضان” ستكون، حيث برر هذا التأخر في توزيعها على مستحقيها مع بلوغ شهر رمضان نهايته، بأن السبب راجع إلى إلغاء السلطات الوصية للصفقة، عقب ملاحظات أدلى بها الخازن الإقليمي بشان مواد غذائية تخص المساعدات، يفترض إخضاعها للضريبة على القيمة المضافة بنسبة 20 بالمائة بدلا عن نسبة 14 بالمائة التي اعتمدتها مصلحة الميزانية والصفقات بجماعة المشور، ما أدى إلى إلغاء الصفقة وتعديلها قبل إطلاق صفقة جديدة، يقول رئيس جماعة المشور.
وأضاف نفس المسؤول بأن الإجراءات الإدارية والمالية اتخذت لأجل إنهاء عملية اختيار الممون الذي سيتكلف بـ”قفة رمضان” لهذه السنة، رصد لها غلاف مالي يزيد عن 32 مليون سنتيم، ويستفيد منها 2800 شخص من الفئات الأكثر هشاشة بجماعة المشور.
يذكر أن نفس الاحتجاجات على “قفة رمضان” سبق لها أن اندلعت خلال اليوم الأخير من زيارة الملك لمدينة فاس في الثامن والعشرين من شهر ماي الماضي، عقب خروج فقراء الأحياء المحيطة بالقصر والضيعة الملكيين بمنطقة “الضويات” ضواحي مدينة فاس، إلى الطريق التي كان سيمر منها الملك، مما تطلب حينها تدخلا عاجلا للسلطات ومسؤول رفيع بالبروتوكول الملكي لإقناع المحتجين بالعودة إلى منازلهم وفتح تحقيق في عدم استفادتهم من عمليات الدعم الغذائي لرمضان 1438، والتي أشرف الملك على إطلاقها هذه السنة من فاس في الـ27 من شهر ماي الماضي خلال زيارته للعاصمة العلمية.