المحرر من الرباط
بعيدا عما يتم تداوله حول قانون الصحافة و الاعلام الجديد، و ما لا يمكن تطبيقه، هناك العديد من القوانين التي وضعت غصبا في دهاليز وزارة الاتصال، ولا تخدم الا المتحكمين في كواليس النقابة الوطنية و فيديرالية الناشرين، و الذين أحسوا بالفشل أمام ظهور جيل جديد من الاعلام، فاتفقوا على تحطيم من ينافسهم و جعل الوزارة عصاة يضربون بها المنافسين.
كيف يعقل، معالي الوزير، أن ترغم الجرائد على توظيف مدراء نشر حاصلين على شهادة الاجازة و ممارسين المهنة لمدة محددة، و وزارتكم لا تقدم الدعم لهذه الجرائد، حتى ترغمها على توظيف صحافيين و تفرض عليها اشياء لا حق لكم في التدخل فيها، طالما أنكم لم تعطوا دعما ولا مالا و حتى بطائقكم ظلت منذ سنوات لا تسمن ولا تغني من جوع.
الا تعتبر شروطكم التي فرضتموها على الجرائد، و تهديدكم باغلاق الجرائد المخالفة، هو تطاول على الحريات في المغرب، و ضرب صارخ للمواثيق الدولية التي تتبجحون باحترامها أمام المنتظم الدولي، خصوصا و أن وزارتكم لم تعطي فلسا للجرائد المهددة بالاغلاق، بينما يستفيد عدد من الاشخاص من اموالكم التي تمكنهم من اداء راتب مدير نشر متوفر فيه الشروط المطلوبة، و بالتالي فان وزارتكم تشن حربا بالوكالة على عدد من الجرائد التي يصفونها بالفقيرة.
ان اول ما يجب ان تفكر فيه وزارتكم معالي الوزير، هو تخصيص دعم للجرائد التي لا تمتلك الامكانيات، من أجل تطوير نفسها، و بعدها محاسبتها على مآل الاموال التي استفادت منها و اغلاق الجرائد المخالفة، أما أن تشن حملة على الجرائد دون سابق انذار، فان هذا لن يؤجج الا من الوضع، و سيجعل كل صفحة فايسبوكية تفتقد لجريدة بسبب منعكم تفضح وزارتكم و المتحكمين في النقابة الذين لا يبيعون عشرة نسخ من جرائدهم.
[/notice]