المحرر- متابعة
كشف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في المغرب، عن تفاصيل جديدة بشأن اخضرار وتعفن بعض لحوم أضاحي العيد، وذلك بسبب سوء تهيئة الأضحية قبل وأثناء وبعد عملية الذبح، وارتفاع درجة الحرارة خلال فترة العيد. وأكد المكتب أن حالات اخضرار أو تعفن لحوم الأضاحي لم يسبق تسجيلها خلال السنوات الماضية، ماعدا هذه السنة والسنة الماضية، لتزامن عيد الأضحى مع فصل الصيف، حيث إن درجات الحرارة يوم العيد تراوحت بين 20 و25 درجة مئوية ليلاً، وبين 28 و38 درجة مئوية نهارًا، مع نسبة رطوبة مرتفعة بشكل غير اعتيادي، وهذه الظروف المناخية، إذا كانت مقرونة بعدم احترام شروط النظافة الواجب توفرها عند ذبح وتخزين اللحوم، تؤدي إلى التكاثر السريع لبعض أنواع البكتيريا التعفنية.
وأفاد المكتب بأن المغرب يستهلك سنويًا أكثر من 3.5 مليون رأس من الأغنام و المعز، يتم ذبحها في مختلف مجازر المملكة، ولم تسجل أي حالة من الاخضرار والتعفن، علمًا بأن مصادر هذه المواشي هي نفسها التي تزود السوق بأضاحي العيد، مبينًا أن تسمين أضاحي العيد يتم بنفس الطريقة التي تحضر بها الماشية الموجهة إلى المجازر وتستعمل نفس الأعلاف، والأخبار التي روجتها بعض الجهات لا أساس لها من الصحة، ولا تستند لأسس علمية دقيقة، وهذا ما خلص إليه البرنامج الوطني السنوي لرصد بقايا الأدوية والمنشطات في لحوم الغنم والماعز والبقر، الذي أكد خلو عينات اللحوم التي خضعت للتحاليل المخبرية من بقايا هذه المواد.
وأكد المكتب أنه سيقوم بتعزيز المراقبة في ضيعات التسمين للتأكد من مصدر وجودة الأعلاف، واتخاذ الإجراءات العقابية ضد كل مخالف للقوانين، موضحًا أن عمليات المتابعة التي قام بها مفتشو المكتب قبل أثناء وبعد العيد، مكنت من إنجاز 2563 عملية توعوية، و6690 زيارة ميدانية، منها 2649 لحظائر تربية المواشي الموجهة للأضحية، و3457 للأسواق ونقاط بيع الأضاحي؛ ومراقبة 4228 “سقيطة” و32.700 كيلوغرام من الأحشاء، حيث تم إتلاف 10574 كيلوغرامًا (8522 من اللحوم و2052 من الأحشاء) لكونها غير صالحة للاستهلاك، وتلقى المكتب 1449 شكوى من قبل المواطنين، منها 670 شكوى تتعلق بتعفن واخضرار لحوم الأضاحي. وأشار إلى أن التحاليل المخبرية التي أجراها على عينات بعض الأضاحي مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهازالهضمي من أصناف “الكلوستريديا”، و”بسودوموناس”، و”كوليفورم”، و”ستافيلوكوك”، ووجود هذه البكتيريا بكثرة تسبب في تغير لون اللحم، وخاصة بسبب تكاثر بكتيريا “كلوستريديوم” و”بسودوموناس”، التي تمر من الجهاز الهضمي إلى السقيطة مباشرة بعد الذبح، وتوقف الجهاز المناعي للحيوان، وتستمر في التكاثر كلما توفرت الظروف الملائمة لذلك، مثل ارتفاع درجة الحرارة، وتبلل السقيطة بالماء، والتأخر في التبريد.
وأوضح المكتب أن ما حدث هذه السنة سيجعله يحسن ويعزز منظومة المراقبة لسلسلة الأغنام والماعز، وذلك بالشروع في تنفيذ برنامج ترقيم الأغنام والماعز، ما سيمكن من تتبع مسارها وتعزيز عمليات المراقبة في حظائر تسمين المواشي الموجهة للأضحية، للتأكد من احترام المعايير المعمول بها في مجال تغذية الحيوانات، والتركيز على تقديم نصائح عملية إلى المواطنين تخص ظروف تحضير الأضحية وحفظ لحومها، أخذًا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى سيصادف الفترة الصيفية خلال السنوات الخمس المقبلة، والتي تتميز بارتفاع درجات الحرارة.