حاوره: عبد الرحيم زياد الأنصاري
أن تحظى بمحايثة همة شغوفة بتجليات الحرف، ما برحت تمتح من غور الكيان الإنساني بعد أن لامست تجلياته في أبعادها الباطنية؛ و أخذت المسار الشائك عبر انعطافات المائع من التمظهرات البرانية و هي تجاهد الآني و الظرفي و تشرع الصروح المواربة التي لا تنفك تكابر التجلي. فبعد أن أتمت حرق كل الأوراق اليابسة من روح أبت الإذعان بإباء حتى لا تمسي تباريحها يبابا يذروه الأسى. و أرهفت السمع لنبض قلب ينصهر جوى ليتصيد تلك الهنات المتسامية عن اللحظة و هي تضنى حبا و تكابد لواعجا. و كأنك في حضرة صوفي متبتل يصدر عن عرفان من خلوته المتبصرة مع الحب في ماهيته.
و على خطى تركت اثار بهاء لا ينمحي من صفحات عراك إنساني. ما فتئ يرفع عقيرته بصدى مجلجل .. إن الحب دوما و أبدا مر من هنا. وذلك في سعيه الطموحٍ؛ هو أن يكتب نصاً يحبّه، ويتلقاه الآخر بذات الحب، تلك الملامح؛ هي ما سنتعرف عليها في تفاصيل هذا الحوار مع الشاعر الأديب نورالدين علاك الأسفي :
في البدء كان الحدث.
سنوات طفولتي الأولى تحتفظ بذلك الحضور اللافت لعدد النساء العاملات و هن يقذفن داخل معمل تصبير السمك بمدينة أسفي. لحظات و تغيب الأمهات؛ لنجد أنفسنا نحن الأطفال قد احتوانا ” بيت الذراري” حضانة أطفال. تشرف عليه سيدة؛ كانت على رقة و حنان فائضين. لقد أودع العاملات عندها فلذات الأكباد. و جرين إلى مقاعد العمل ليسكبن العرق المالح على الخبز الحافي. و عندما تأتي الملائكة محملة بأثداء حليب الروح لتلقمه جوقة الأطفال التي كانت تنتظر و هي تشنف الأسماع بالعويل و البكاء. فتنعم بالسكينة و الهدوء.
يوقفك الحدث على أن المرأة أو الأم هي نتاج كل ما يصدر عنها من حنية؛ إن لم يحضنها الحب أضاعها و أضاعته و لن تجدها يوما منقلبة عليه لتنكل به؛ بل وطنت النفس على السعي وراءه مهما كلف إنسانيتها. و هكذا يشرعن في ترديد عبارات التناغي و الغناء، فيسود البيت جو طرب؛ لما تتعدد الأصوات و تتعالى الحناجر تعم المكان نفحة روحانية يجللها الاحتفاء الضافي من الأمهات بأطفالهن.. تمر الدقائق و ينصرفن من جديد إلى مواصلة العمل و يتركن الأطفال في غمرة الاحتفاء إلى أن يعوا بان ملائكة الغناء و التناغي نأت و ابتعدت؛ و تركن واحدة في مكانهن لتواصل الرقابة المؤدى عنها في انتظار العودة المؤجلة إلى حين.
داخل كيان.. الحروف تمسي شظايا.
أينما حللت أعانق حروفا و أينما ارتحلت اصحب قلما و ورقا. في البداية كانت عدتي لا تستجيب إلا لرغبتي الأكيدة في أن تكون لي رفقة صادقة و صدوقة . و مع الأيام لم تخذلني. لقد حضرت لتمد يد العون عندما ضاق الأفق و انجلت الرؤية. فكان النضال في أمس الحاجة إليها. و حلقة وصل تحمل رسائلا وجودية.. من أنا الفرد إلى الآخر المحتمي بمؤسسة يظن بأنها لا يأتيها الباطل من بين أيديها و لا من خلفها. لقد انصهرت الذات في الأدوات التي تحتفي بعشقها؛ فالحب كواقع يصارع الحدثان و كطوبى ينازع وجودك في ترسم خطى الخلود.
الحرف الصادح على المنابر الصحفية.
قبل طفرة النت و مواقع التواصل الاجتماعي. مشاهدة كلماتك و هي محتفى بها على الورق كانت رغبة تتجاذب طموح كل تواق إلى أن يسمع صوته.. فكانت:
- تهافت الادعاء مع الحقيقة ضد الافتراء- أسبوعية الأيام- نورالدين مفتاح
- ديموقاطية الوقت بدل الضائع- جريدة القدس – عبد الباري عطوان.
- كوعو .. بوعو – جريدة المساء – رشيد نيني.
- الدولة. الثابت بالضرورة و المتحول بالأحوال – الجريدة الأخرى – علي انوزلا
- الديمقراطية على الطريقة الإسرائيلية – أخبار العرب-
- أنظمة المفعول به على أجنحة الثالث المرفوع – حقائق جنوبية لمديرها محمد بوخريص..
- الثورة العربية بين تخوف و انبهار و الحاجة إليها – أسبوعية ما وراء الحدث -عبد الحميد العوني.
كان الطموح أكبر في أن تجد الذات آمالها مدغمة بآلام مرحبا بها، و انطبعت أشواقها على الورق الذي ما فتئ يحوز قداسة و حضورا لافتا. إن الاحتفاء بالمكتوب ما انفك يخرص الأبواق.. فالذات رافضة لكل احتواء.
- على بال.. عمود الأسفي.
- اقترحته على صديقي محمد بارودي لما أنشأ موقع مراسلون، و تفضل بإعطائي نطاقا ثابتا كنت انشر فيه مقالاتي المتنوعة المواضيع و المشارب. لاقى استحسانا. ثم انتقل ليصبح عمودا ثابتا على صفحات أسبوعية حقائق جنوبية الورقية.
- الحوار المتمدن
- الحرية التي يريدون!!؟؟ – ثورة النانو – السياسة تعيش بفقر الدم – هكذا تكلم عروة الزمان الباهي- الأسطورة .. العقل المقصي و النسق المنسي – الديمقراطية.. على الطريقة الإسرائيلية. – صرير الصحافة اليوم.. نفير الإصلاح غدا.
عناوين لجملة دراسات و مقالات شاركت بها على موقع الحوار المتمدن، لاقت متابعة جيدة؛ كنت ألامس فيها جديد الساحة الوطنية و الدولية، اعتمدت فيها على التحليل السياسي الرزين و القراءة الإستراتيجية التي تكشف بحجة الدلائل و القرائن على آفاق القوى المتناحرة و دور أمتنا على رقعة شطرنج.. القرار السيادي يغلي في مرجل مراكز صنع القرار بحيوية دائبة.. لا يتوقف.. إلا ليتحول منه إلى آخر. في حركية و دينامية موصولة لا تنتظر حتى تعداد أنفاسك.
- قصيدة كل يوم. رهان مجنون الملاك.
- صحيح.. بكل يقين خذنا التجربة كتحدي أمام نوستالجيا ذكرى التناغي الذي ما يزال يرن صداه في اذني من أفواه تلك الأمهات العاملات و منهن والدتي رحمها الله(توفيت بتاريخ 17/02/2017) ها هي طفولتي قد ماتت منذ زمن بعيد و أنا حي. و حكاية الحب التي تتلبس الإنسان تعطي كيانه الأبعاد المطلوبة و هو يعارك وجوده الباعث على الخلود حينا و العابث بالوجود أحيانا أخرى. مجنون الملاك .. و هو يكابد ناحتا كلماته من لواعج العشق و الصبابة.. كان يعي و أنا أرعاه بحرقة البوح بأن رعشة القلب تركت الباقي على كاهل المرء ليتولى مكابدة حرقة غياب من نحب. يقول أوغسطينوس في اعترافاته.. كن محبا و افعل ما تريد (Ama et fac quod vis).
- مجرى القصيدة و مرساها.
- حسب ذائقتك الوجودية و معارج استجابة خاطرك و مدى قابلية روحك لتندغم فيها الكلمات. ثالوث ما انفك يؤرق كل مبدع فنان . فكل النتاج الإبداعي يستعصي على الوقوف على جينيالوجية النشأة و التكوين؛ بله التطور و الارتقاء. فمهما عملت حسابا للزمكان في ترصد لحظة الانبثاق و درجة الانبعاث تبقى الخاطرة تراودك على نفسها من بؤرة شبق العطاء و الأخذ.
لعل من الآهات و الأنات ينتشي البوح متعظيا بذروة المنح التي تضمحل فيها بوتقة العطاء لتفسح المجال لتكون رغبة جديدة جامحة. متسامحة مع نفسها بأنها بعد لحظة أو لحظات ستكون في عداد الأموات و باتت قصيدة تلتحف سوادا مأتميا على بياض ملائكي ناصع. خارج الحب كعطاء سنعيش تعساء، نتفرج على الحياة و وعينا الشقي سيصوغها في كلمات على أنها حقائق و الأمر في الأخير مجرد وهم.
- حبيبتي أمام حبي لا تعلني انهزامك. و اتركيني لحرقة قلبي أقارع انتصارك. حبيبتي في سبيل حبك سأعلن خطيئتي و اترك لك الذكرى من قلبي غفرانا و من روحي قربانا تبحث لها في المستحيل عنوانا.
- الجسد المشروخ في الزمن الهارب.
- دراسة ثيماتية سينوغرافية لفيلم كازانيكرا لمخرجه نورالدين الخماري. بالقصة التي عالجها وفق مقاربة سينمائية مغايرة للمألوف أثار لدى المتلقي ردود أفعال.. جابت ثخوم جدالات مست عمق تموضع الانسان في أبعاده الأنطولوجية؛ فكانت الوقفة التي أمعنت فيها النظر و جبت خلالها كل منعرجات الفيلم بكل تفاصيله. لتتكشف لنا ثيمة الجسدو هي تتوضح بجلاء عبر مشاهد الفيلم.
كان هدفنا الجري وراء القبض على إنتاج معنى حرصنا على مقاربته. . من جسد «الخيال » إلى جسد «الحيوان » فجسد «الفضاء » إلى جسد «الإنسان » وصولا إلى جسد« اللغة ». ليس من جسد إلا هو مبتغى فيلم كازانيكرا. لننتهي مستشعرين أن الجسد هو حقيقتنا جميعاً، الفردية و الجماعية. و هو هويتنا، وعلامتنا الفارقة، و بوصلتنا في الطريق إلى كل واحد منا إن هذا الجسد بأبعاده مغيّب عن حياتنا، وإذا كان يحضر فهو يحضر مهانا مدانا، و مشوَّها،ً أو منتقصا،ً في حين أنه كل شيء، ويمثل في كل شيء. و كل نقصان نستشعره فيه هو توق و طموح يجب أن يتحقق. بل حاجة وكل حاجة تخترع أسباب تحققها. و هذا ما تتناوله السينما كمجهر مهما كانت دقة الموضوع المتناول كما قال المخرج الايطالي روبيرتو روسوليني.
نورالدين أخروب.. عاشق الجنوب بهوس الأصباغ
أن تجد نفسك مسكونا برغبة دفينة ما انفكت تفرض عليك الانزياح إلى خوض الإشراق؛ آنئذ اعلم انك في حضرة الهوس التشكيلي و أن كيانك قد تلبس مسوح عوالم الريشات و روحانية الأصباغ؛ طرقنا الحوزة فخرج فنان في عباءة صوفي ذاك هو الفنان التشكيلي نورالدين أخروب.
فناننا نسمة صباح أنست شعاع شمس مشرقة فأثارت الدفء في كل مكان حلت به. من جنوب أقاليم المغرب كانت الانطلاقة و بالتحديد في مدينة بوجدور التحدي ليجوب الصيت الآفاق من ألمانيا مرورا ببلجيكا ففرنسا..
حملنا أسئلتنا و بتنا نبحث لها لدى فناننا ما يروي ظمأها .فرحب وما قصر.. فكانت الثمرة حوارا مهووسا بشغف التشكيل مع الفنان نورالدين أخروب.
في زمن القهر.. ملحمة الأسفي تخلد حب مجنون الملاك.
ﺍﻟﻨﺺ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭ ﺍﻟﻨﺺ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭ ﺍﻟﻨﺺ، ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ للمعنى ﻭ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﻠﺬﺓ. ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ – ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ – ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﻧﺺ ﻣﻜﺘﻮﺏ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﻤﺘﻠﻖ عابث ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺎ ﻟﻐﻮﻳﺎً، ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ معه ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺇﺳﻘﺎطية، ﻧﺎﻓﻴﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺒﺮﺭ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻛﻨﺺ، مما ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻠﺒﺲ ﻭﺍﻟﻐﻤﻮﺽ، ﻭﻣﻦ ثمة ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ، ﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﻚ ﺷﻔﺮﺍﺗﻪ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﻨﺼﻮﺹ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺎﺭﺉ ﺟﻴﺪ، ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺮ ﺃﻏﻮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻴﻪ. ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﻧﻀﻮﺟﻪ .
إﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻭ ﻗﺎﺑﻼ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﻳﻤﻠﻚ ﻗﺪﺭﺓ ﺃﺻﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺘﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ. ﺇﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭ الانصهار ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﺍﻟﻨﺺ ﺗﻐﻨﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻟﺪﻳﻪ، وﺗﺄﺧﺬه ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﻓﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ، ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﻭﻳﺸﺮﺣﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﺤﻘﻖ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺟﻤﺎﻟﻲ.
إن الكتابة على حد تعبير رولان بارث فعل تضامن تاريخي.
سألوك مرة يا نور متى تأتيك نوبة الشعر؟
أجبت على التو بدون أن أدقق الفكر.. لا تكتب الشعر إلا بعد أن تطفئ داخلك سورة العجب ؛لا تكتب الشعر إلا بعد أن تثمل برحيق الصب؛ لا تكتب الشعر إلا بعد أن تستجيب حناياك لوجيب القلب؛ لا تكتب الشعر إلا بعد أن تستمرئ جرعة الحنان العذب؛ لا تكتب الشعر إلا بعد أن تعلن على أناك الحرب؛ لا تكتب الشعر إلا بعد أن تنحني إجلالا لمخلوقات الرب؛ لا تكتب الشعر. . لا تكتب الشعر بدون حروف معجم الحب.
كل الحروف التي خط قلمي لست براض عنها فلترفقوا بها في غيابي.
لم يكن في حسباني يوما أن ألقى تقديرا أو أجري وراءه لاهثا. كان كل أملي و مبلغ مناي أن أجد في نفسي ما يغنيها عن أن تهرول وراء سراب زائف. كان ذلك ديدني و ما يزال. و سأرعاه إلى أن التحق بالعلياء يوم يعز اللقاء. ينهي و إلى الأبد أمر الخلود أو البقاء.
كلي تقدير و عرفان بجميل استجابتكم. أما حروفي فهي مني و إليكم بدون حاجز من زجاج مهما كان شفافا، وتقديري لمنبر “المحرر” على الاسضافة.
***
من عظمة الحروف أنها من روح بوح تشفي الجروح و على الأوراق تهد الصروح ألا رفقا بكلماتي أيتها المعاني اللحوح.
~~~
نورالدين علاك الأسفي
مجنون الملاك