المحرر- متابعة
اقتنت شركة الأدوية الفرنسية “سانوفي” شركة التكنولوجيا الحيوية البلجيكية “أبلينكس” مقابل 4.8 مليارات دولار، في صفقة نالت الاهتمام الكبير من طرف الصحافة الأوروبية، بعدما كانت الشركة عبارة عن اكتشاف عرضي انطلق من الجامعة الحرة في بروكسيل.
وكالة الأنباء “بلومبيرغ” المعروفة تحدثت عن صفقة اقتناء هذه الشركة، وعادت إلى بداياتها قبل ثلاثة عقود من الزمن، وقالت إن الطلبة وجدوا أن البروتينات المناعية الموجودة في الإبل أبسط وأصغر من النسخة البشرية؛ ما يجعلها قادرة على اختراق أعماق الأنسجة والخلايا التي لا يمكن الوصول إليها عادة، وهو ما يساهم في إيجاد أدوية قادرة على التصدي للانتشار المتزايد للأجسام الدقيقة المقاومة لمفعول الأدوية.
وقال سيرج مويلدرمانز، أحد مؤسسي الشركة، في تصريح لبلومبيرغ: “في البداية كان الناس يضحكون علينا، وحين اختفى هذا الحيوان بشكل غير متوقع، بدأ أحد العاملين في مختبر جامعة بروكسيل الحرة الذي ينحدر من المغرب في جلب عينات من دم الإبل الذي كان في ملكية عمه”؛ الأمر الذي عزز بحوث المختبر ليصبح أكثر شهرة في العالم، وليقرر أعضاؤه بداية سنة 2002 تأسيس شركة تحمل اسم “أبلينكس”.
استمرت الشركة في بحوثها إلى أن نشرت في أكتوبر الماضي نتائج تجربة سريرية ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسهمها، وجعلت مجموعة من الشركات الكبيرة تسعى إلى شرائها، وكانت من نصيب شركة “سانوفي” الفرنسية.
ونقلت وكالة رويترز أن هذه الصفقة الجديدة مؤشر على تسارع أنشطة الاندماج والاستحواذ في قطاع التكنولوجيا الحيوية العالمي، وتأتي بعد أن رفضت “أبلينكس” عرضاً بقيمة 2.6 مليار يورو من “نوفو نورديسك” الدنماركية.
وكانت “سانوفي” قد وافقت، الأسبوع الماضي، على شراء “بيوفيراتيف” المتخصصة في علاج مرض سيولة الدم مقابل 11.6 مليار دولار، وهي أكبر صفقة لها في سبع سنوات، وسيكون لها دور رئيسي في تعزيز وجودها في علاجات الأمراض النادرة.
وباتت “أبلينكس” اليوم شركة معروفة متخصصة في المستحضرات الدوائية الحيوية، وساهمت في تطوير واكتشاف تقنية “Nanobodies”، أو الأجساد المضادة، التي تستخدم لعلاج متلازمة الشريان التاجي الحادة والسرطان والزهايمر واضطرابات الجهاز التنفسي، وعدد من الأمراض النادرة.